Halloween party ideas 2015


السؤال:يقع حوادث سقوط بعض الحجاج أثناء صعودهم لجبل النور ونزولهم من الغار، ويقترح بعض الناس القيام بعمل درج يؤدي إلى موقع الغار مع قفل جميع الجهات بشبك حديدي يمنع دخول أي أحد إلا من الطريق المخصص للصعود والنزول. 
الجواب: 
لصعود إلى الغار المذكور ليس من شعائر الحج، ولا من سنن الإسلام، بل إنه بدعة، وذريعة من ذرائع الشرك بالله، وعليه ينبغي أن يمنع الناس من الصعود له، ولا يوضع له درج ولا يسهل الصعود له؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته وقد مضى على بدء نزول الوحي وظهور الإسلام أكثر من أربعة عشر قرنا، ولم نعلم أن أحدا من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا أئمة المسلمين الذين ولوا أمر المشاعر خلال حقب التاريخ الماضية أنه فعل ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم والسير على نهجهم؛ حسبة لله تعالى، ووفق منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم، وسدا لذرائع الشرك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

لنحاول الإجابة عن هذا السؤال الذي وردنا مؤخراً حول العلاج بألبان الإبل وهل كشف العلم أسراراً جديدة .....

لقد أمرنا القرآن العظيم أن ننظر ونتفكّر ونتدبّر في مخلوقات الله عزّ وجلّ فقال: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ؟) [الغاشية: 17]. ولو قمنا بدراسة الجمال فسوف نرى عجائب كثيرة. فالجمل يستطيع تحمل درجات الحرارة حتى 70 درجة مئوية فوق الصفر، والجمل ذو السنامين يتحمل برودة تصل إلى 40 درجة تحت الصفر!

والجمل يستطيع شرب الماء العذب والمالح! ولديه القدرة على تحمل العطش لأكثر من شهر. ويستطيع الجمل السير في الصحراء مهما كانت الظروف من غبار وعواصف وحرارة. وقد أثبت العلماء حديثاً الفوائد العظيمة في ألبان الإبل وأبوالها وذلك في علاج العديد من الأمراض، وهذا ما حدثنا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

إن بعض الباحثين اكتشف وجود مضادات حيوية في حليب الإبل، وبالتالي فهي تزود الجسم بالمناعة اللازمة ضد كثير من الأمراض. وقد يقول قائل إن العصر الذي عاش فيه النبي كان من الطبيعي أن يشرب الناس حليب الإبل، وقد أمر بشرب حليب الإبل ليس لحكمة طبية بل لأنه عادة!

وأقول: إن العصر الذي عاش فيه النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام كانت تنتشر فيه الكثير من أنواع الغذاء والشراب، فلماذا حرَّم الخمر؟ ولماذا حرَّم أكل السباع وأكل لحم كل ذي ظفر؟ ولماذا لم يأمر قومه بأكل لحم الحمار مثلاً؟ إذاً عندما سنَّ النبي الأعظم أكل التمر وشرب ألبان الإبل وغير ذلك من الهدي النبوي الشريف إنما تقصَّد هذه الأنواع لما فيها من الفائدة والشفاء، والله أعلم.

أول ما خلق الله تعالى

 

سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ كيف يمكن الجمع بين الأحاديث الآتية ‏:‏ ‏(‏كان الله ولم يك شيء قبله، وكان عرشه على الماء وكتب بيده كل شيء ثم خلق السماوات والأرض‏)‏ ‏.‏ وفي مسند الإمام أحمد عن لقيط بن صبرة قلت ‏:‏ ‏(‏يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه‏؟‏ قال ‏:‏ كان في عماية ‏.‏‏.‏‏)‏ وحديث ‏:‏ ‏(‏أول ما خلق الله القلم‏)‏ ‏.‏ فظاهر هذه الأحاديث متعارض في أي المخلوقات أسبق في الخلق، وكذلك ما جاء أن أول المخلوقات هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ ‏.‏

 

فأجاب بقوله‏:‏ هذه الأحاديث متفقة مؤتلفة وليست بمختلفة ، فأول ما خلق الله من الأشياء المعلومة لنا هو العرش واستوى عليه بعد خلق السماوات،كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا‏}‏

وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق، بل معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة، فكتب مقادير كل شيء ‏.‏

وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو كغيره من البشر، خلق من ماء أبيه عبد الله بن عبد المطلب، ولم يتميز على البشر من حيث الخلقة، كما قال عن نفسه ‏:‏ ‏(‏إنما أنا بشر أنسى كما تنسون‏)‏ ‏.‏ فهو عليه الصلاة والسلام، يجوع، ويعطش، ويبرد، ويصيبه الحر، ويمرض، ويموت فكل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية فإنه يعتريه، لكنه يتميز بأنه يوحى إليه وأنه أهل للرسالة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏ ‏.‏

 

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

لقد جرت سنة الله في خلقه أن يبعث لهم رسلا منهم ليهدوهم إلى سبيله ويصرفوهم عن طريق الشيطان حتى تتحقق لهم سعادة الدارين. ولقد كان من فضل الله تعالى على الناس أن أيد الأنبياء والمرسلين بالآيات والمعجزات التي تصرف الناس عن الإيمان بقدرة الناس وتهيؤهم للإيمان بقدرة رب الناس.

ولذلك، جاء الأنبياء والمرسلون بآيات ومعجزات تجاوزت القدرة البشرية المعقولة التي عهدها أقوامهم. وكانت هذه الآيات والمعجزات دائما من جنس ما برعت فيه هذه الأقوام حتى يكون ذلك أدعى لإيمانهم بأنبيائهم ورسلهم وما جاءوا به من عند الله عز وجل.

ولذا، كان من معجزات سيدنا موسى عليه السلام العصا التي تحولت إلى حية التقمت جميع حبال السحرة وعصيهم فكانت مدعاة لإيمان قومه لأنها لم تكن من قبيل السحر الذي تميز به قوم سيدنا موسى ولم تكن عملا بشريا معهودا بل عملا خارقا للعادة.

وكان من معجزات السيد المسيح إبراؤه الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وفوق كل ذلك مولده من أم دون أب وكلامه في المهد، فلقد خرقت كل هذه المعجزات ما جرت به عادة البشر في قوم برعوا في الطب.

أمية النبي مكمن الإعجاز في القرآن

أما محمد صلى الله عليه وسلم، فبعث في قوم اشتهروا بالفصاحة والبلاغة والبيان. فكان لزاما أن يأتي بمعجزة تفوق براعة قومه فيما عرفوا به من الفصاحة والبلاغة والبيان. ولذلك، أنزل الله تعالى على نبيه محمد معجزة القرآن الكريم التي فاقت ما عرف به العرب من الفصاحة والبلاغة والبيان.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (الشعراء 26 :192-199)

ولقد نفى الله عز وجل احتمال افتراء النبي للقرآن وتحدى المكذبين والكافرين بافتراء سورة مثل أي سورة منه. وعن ذلك، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (يونس 10 :37-38)

ولكن لو لم يكن النبي محمد أميا، لاحتمل افتراؤه للقرآن أي تأليفه واختلاقه. ولذلك، بعث النبي محمد أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يعلمه بشر، وقد تقطعت به أسباب التعلم من البشر سواء في حله وبين قومه أو في ترحاله بعيدا عنهم.

ولذلك، تحدى الله تعالى في القرآن الكريم كل اتهامات الكافرين والمكذبين في كل زمان ومكان لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، وقطع عليهم كل طريق وسبيل إلى التشكيك في نسبة القرآن الكريم إليه تعالى، ولقد لفت القرآن الكريم في أول آياته نزولا، نظر بني البشر إلى وجه الإعجاز في القرآن الكريم والذي تجلى في أمية الرسول صلى الله عليه وسلم، فلقد كان أول ما نزل من القرآن الكريم الآيات التالية:

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق 96 :1-5)

ففي الآيات الكريمة أمر بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه باعتباره وحيا من الله، ولا أدل على كونه كذلك من نزوله على إنسان أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن كانت تلك حكمة الله تعالى، فكما خلق الناس من علق وعلمهم بالقلم، علم أحدهم كذلك ما لم يعلمه، وحيا مباشرا بلا قلم. وكأن الله تعالى يخاطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول له “اقرأ” حتى تعلم وتتعلم، ويرد النبي بنفي قدرته على القراءة، فيبين الله له أنه ليس محتاجا إلى القراءة كسبيل للعلم والمعرفة، فسوف يعلمه الله ما لم يعلم بدون قراءة ولا كتابة.

ولقد بين القرآن الكريم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤثر عنه قبل بعثته نبيا ورسولا أنه يقرأ أو يكتب أو ينظم الشعر، فكيف يتأتى له افتراء القرآن بعد بعثته؟

يقول الله تعالى:

قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (يونس 16:10)

ولقد أكد القرآن الكريم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولا ينظم الشعر. يقول الله تعالى:

وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 29:48)

كما يقول تعالى:

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ. لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (يس 36 :69-70)

وذكر القرآن أن احتمال تعليم البشر القرآن للنبي محمد منتفي لعدم احتمال تعلم النبي للقرآن على يد أحد من العرب لأنهم كانوا يجهلون ما نزل من الوحي السماوي في الكتب السابقة ولم يتح تعلم الكتب السابقة إلا على يد العجم أي غير العرب. وإن افتراء القرآن وتعلمه على يد العجم متعذر وممتنع لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ليس فيه عجمة. فكيف لأعجمي أن يفتري كتابا عربيا معجزا في نظمه وبيانه؟

يقول الله تعالى:

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 16:103)

وهكذا، كانت أمية النبي صلى الله عليه وسلم مكمن الإعجاز في رسالته الخاتمة. فلقد استحال أن يكون القرآن الكريم من كلامه هو.

أمية النبي تشريف وتكريم

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأمية وإن كانت من دواعي رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولوازمها إلا أنها ليس فيها ما يشين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل إنها تشريف وتكريم له صلى الله عليه وسلم.

فالأمية لا تعني الجهل أو حتى عدم العلم، وإنما تعني عدم تلقي العلم على أيدي البشر. فمعلوم أن الناس يتناقلون العلم عن بعضهم البعض من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إلا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شرفه الله تعالى بتلقي العلم عنه عز وجل وحيا مباشرا بدون تدخل بشري. ومن ثم، كانت أمية النبي محمد تشريفا وتكريما له صلى الله عليه وسلم.

فلقد أقامه الله تعالى معلما لولد إسماعيل بل وللبشرية جمعاء استجابة لدعوة أبيه إبراهيم وابنه إسماعيل أبي العرب على الرغم من أميته صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى:

رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (البقرة 129:2)

ولذلك، فمن غير المعقول تكذيبه صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن رب العزة لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأمور لم يكن يعلمها هو ولا قومه بل وأهل زمانه جميعا، فكيف يتأتى اتهامه بالتعلم على يد بشر؟ يقول الله تعالى:

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة 151:2)

كما يقول تعالى:

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (آل عمران 164:3)

كما يقول تعالى أيضا:

وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (النساء 113:4)

ويقول تعالى:

تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (هود 11:49)

الله أعلم حيث يجعل رسالته

وأخيرا، لنا أن نقول أن مقام النبوة والرسالة مقام اصطفاء واجتباء وليس عظمة وكبرياء، بمعنى أن الله تعالى يصطفي ويجتبي من يشاء من عباده رسلا وأنبياء على أساس تقواه سبحانه وتعالى وصلاح النفس وطهارة الروح وحسن السيرة والسريرة وليس على أساس المال أو الجاه. ومتى توفرت هذه المعايير، ييسر الله تعالى العلم والحكمة لأصفيائه ومجتبيه. وتلك سنة الله تعالى في خلقه جميعا وليس النبي محمد وحده. يقول الله تعالى:

وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 282:2)

كما يقول تعالى:

اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (الأنعام 124:6)

كما يقول تعالى أيضا:

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (الشورى 42:52)

النبي الأمي في القرآن الكريم والكتاب المقدس

إن أمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم من دواعي فخره وفخاره، فبها قد بُشر به ووصف في القرآن الكريم والكتاب المقدس. فعن أميته صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157:7)

ويقول تعالى:

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158:7)

ويقول تعالى أيضا:

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2:62)

وعن أميته صلى الله عليه وسلم، يقول الكتاب المقدس: أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هذَا». فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ». (إشعياء 12:29)

وربما تطابق العدد السابق من الكتاب المقدس مع ما ورد في قصة بدء الوحي، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أن النبي وهو في غار حراء جاءه الملك فقال: “اقرأ” قال: “ما أنا بقارئ” قال: “فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني” فقال: “اقرأ” قلت: “ما أنا بقارئ” فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: “اقرأ” فقلت: “ما أنا بقارئ” فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: “اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم” (رواه البخاري)

وعلى الرغم من تشكيك علماء المسيحية في تبشير العدد السابق بالنبي محمد، إلا أننا إذا قرأنا الإصحاح 29 من سفر إشعياء كاملا، وجدنا أنه ليس من المستبعد أن يبشر بالنبي محمد لأن قرينة سياق هذا الإصحاح تدل على ذلك، حيث يبدأ الإصحاح بتوعد أهل الغفلة والمعاصي ويعرج على الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ثم يتنبأ بالصحوة والتوبة والأوبة.

هل يجوز لنا أن نطرح أسئلة بحق الخالق تعالى؟ وهل يجوز أن نتعامل مع خلق الجنة والنار والكافر والمؤمن.. وأن نطرح الأسئلة: لماذا فعل الله هذا ولم يفعل هذا؟؟ دعونا نتدبر هذه الآية....

هناك الكثير من التساؤلات التي يمكن أن يطرحها الإنسان: لماذا خلق الله الشرّ؟ ولماذا خلق الله البشر ثم يعذبهم؟ بل لماذا خلق الله الكون أصلاً؟ وتساؤلات أخرى ربما لا نجد جواباً عنها في منطقنا العقلي المحدود... ولكن هل من جواب في القرآن؟

القرآن يؤكد أن الله لو شاء لهدى الناس جميعاً: (وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [يونس: 99]... ولكن لماذا لم يهدِ الله جميع الناس؟؟

ولكن لماذا خلق الله الكون وما هو الهدف؟ يقول تعالى: (وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) ]الحجر: 85]... ولكن لا نجد إجابة يمكن أن نفهمها كبشر، فلماذا؟ وهل كلام الله تعالى ليس فيه تفصيل؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

الحقيقة هناك آية عظيمة طالما شغلتني ولم أفهم معناها إلا مؤخراً، يقول الله تبارك وتعالى مخاطباً كل من يطرح هذه الأسئلة وغيرها بحق الله تعالى: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].. هذه الآية تؤكد أن الخالق تعالى لا يُسأل عما يفعل، ولكن الخلق يُسألون عما يعملون! ولكن ما معنى ذلك؟

إن أي سؤال يمكن للإنسان أن يطرحه لابد أن يكون له جواب بالمقارنة مع شيء آخر.. فعملية الإجابة عن أي سؤال ومهما كان نوعه، تعتمد على المقارنة.. وأي سؤال لا يعتمد على المقارنة يكون سؤالاً مستحيلاً أي غير منطقي.. ولكن كيف يكون ذلك؟

عندما تسأل أحداً لماذا فعل كذا، فهذا يعني أن هناك إنساناً آخر لم يفعل ذلك! فإذا سألت شخصاً لماذا اشتريت هذه السيارة.. فهذا يعني أن هناك أشخاصاً لم يشتروا أي سيارة.. فتحدث عملية مقارنة مع هؤلاء وبالتالي تكون الإجابة ممكنة وسهلة... وهكذا كل الأسئلة المحتملة.

ولتتأكد من صدق هذه الحقيقة عزيزي القارئ أرجو أن تسأل نفسك أي سؤال.. وسوف تجد أن إجابة هذا السؤال تعتمد على المقارنة بشيء آخر. فلماذا لم تدرس.. هذا يعني أن هناك شخصاً آخر درس.. ولماذا لم تذهب.. هذا يعني أن هناك شخصاً آخر ذهب.. لماذا لا تحب هذا النوع من الطعام.. هذا يعني أن هناك أناساً يحبون نفس النوع من الطعام..

إن أي سؤال مطروح حتى يكون منطقياً يجب أن يخضع للمقارنة.. وإذا لم يكن هناك مقارنة يكون السؤال غير منطقي.. مثلاً لماذا هذا الميت لا يأكل؟؟ السؤال خطأ منطقياً، لأنه لا يوجد ميت يأكل!!

لماذا الله تعالى خلق الشرّ؟ السؤال غير منطقي، والسبب أنه لا يوجد إله آخر خلق الخير حتى نقول لماذا خلق الله الشرّ؟ إذاً السؤال لا يجوز في حق الخالق لأنه واحد لا مثيل له ولا يمكن المقارنه معه سبحانه وتعالى وليس هناك آلهة متعددة حتى قارن بينها وبين الله تعالى...

أما في حق المخلوق فيجوز السؤال لأن لدينا مليارات البشر ويمكن أن نقوم بعمليات مقارنة للجواب عن كل الأسئلة، أي أن المخلوقات تُسأل عما تفعل.. وهذا أمر منطقي تماماً. فلو وضعنا شخصاً في غرفة منعزلة عن كل شيء وحيداً لمدة يوم بحيث لا يمكنه التواصل مع أي شخص آخر.. وقمنا بطرح هذا السؤال: لماذا هذا الشخص لا يتكلم مع أحد؟ هذا سؤال غير منطقي لأنه لا يوجد هذا الأحد ليتكلم معه.. أي حتى يكون السؤال منطقياً يجب أن يخضع للمقارنة مع شيء آخر.. فالحوار لا يمكن أن يكون لشخص واحد لابد من وجود اثنين فأكثر..

إذاً هناك خالق واحد لا مثيل ولا شريك له، وهو مطلق القدرة والعلم والحكمة.... وهناك مخلوقات متعددة محدودة القدرة ومحدودة الذكاء ومحدودة القوة... فلا يمكن أن نقارن الخالق بالمخلوق ولا يمكن أن نطرح الأسئلة التي هي منطقية بحق المخلوقات، أن نطرحها بحق الخالق.. هذا خطأ منطقي ولذلك فهو لا يُسأل أبداً..

الذي يؤكد هذه الحقيقة أن سورة الأنبياء التي وردت فيها هذه الآية تضمنت أكبر عدد لتكرار كلمة (آلهة) على مستوى القرآن حيث وردت 9 مرات في نفس السورة. أي أن سورة الأنبياء هي أكثر سورة ناقشت قضية احتمال وجود الآلهة وما ينتج عنه من فساد وكوارث وفوضى، وبالتالي فمن الطبيعي أن نجد فيها هذه الحقيقة (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ).

وإذا تأملنا النص الذي وردت في هذه الآية سوف نجد شيئاً غريباً، لنتأمل...

قال تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَ ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 21-24]. تأملوا معي كيف وردت آية السؤال (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ) بين آيتين ذكرت فيهما الآلهة المزعومة.. فقبل الآية ذكرت الآلهة وبعد الآية ذكرت الآلهة وكلتا الآيتين بصيغة السؤال للمشركين.

فلو كان هناك آلهة مع الله تعالى لكان من الممكن أن يُسأل الله عما يفعل.. بالمقارنة مع بقية الآلهة الموجودة بالفعل.. ولكن بما أنه لا يوجد إلا إله واحد فليس هناك أي إمكانية للمقارنة مع آلهة أخرى وبالتالي السؤال في حق الله الواحد لا يجوز وغير منطقي.

قال ذات مرة أحدهم: إذا كان الله كتب كل شيء فأنا لا أستطيع أن أخالف ما كتب، وبالتالي فإن معصيتي لله هي بأمر الله ولا أستطيع أن أترك المعصية وأخالف أمر الله!! وقلتُ له: إذا كنتَ بالفعل تعتقد ذلك فأنت مؤمن إيماناً مطلقاً بالله تعالى لأنك وصلت إلى اليقين وهو أن تعتقد أن كل شيء بأمر الله تعالى! واستغرب وقال كيف ذلك؟ وكيف أعصي الله وأنا مؤمن إيماناً مطلقاً؟

وقلتُ له إذاً أنت لستَ مؤمناً إيماناً مطلقاً.. لأن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يعرف قدرة الله وعلمه وأنه كتب كل شيء وقدر كل شيء... وبعد ذلك يقذف نفسه في النار؟ فأنت عندما تعصي الله فأنت تسير باتجاه عذاب الله ونحن كبشر نكره ذلك.. فمن غير المعقول أن إنساناً يقتنع بأن هناك بركان خلف الجبل ثم يذهب ليلقي نفسه فيه!!

إذاً أنت عندما تقول إن الله كتب عليّ المعصية فإنك تخذع نفسك ولا تقول الحقيقة؟ لأنك لو أدركت بالفعل أن الله كتب عليك كل شيء.. فمن المستحيل أن تقدم على معصية الله لأن هذه المعصية ستقودك إلى نار جهنم.. إذاً أنت لست مؤقناً بنار جهنم وبالتالي لست موقناً بأن الله كتب كل شيء!

ولذلك قال تعالى: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَ لَا آبَاؤُنَا وَ لَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) [الأنعام: 148].

نتائج

1- إن وجود آية تخبرنا بأن الخالق لا يُسأل عما يفعل، في سورة الأنبياء، وتكرار كلمة (آلهة) في هذه السورة 9 مرات وهي أكثر سورة وردت فيها هذه الكلمة، يدل على إحكام القرآن لأن الله تعالى وضع هذه الآية في سورة مناسبة جداً وفيها الكثير من الآيات التي تتحدث عن وهم تعدد الآلهة.. وبالتالي فمن غير المنطقي أن نسأل الله تعالى عما يفعله لأنه واحد لا مثيل له... بينما يجوز السؤال في حق المخلوقات لأن المخلوقات متعددة ولها مثيل.

2- لو فرضنا جدلاً أن هناك أكثر من إله في الكون لفسد الكون، ولدارت الحروب بين الآلهة (كما في الأساطير القديمة)، قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَ لَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 91]... أي أن وجود إله واحد يعني النظام في الكون، ووجود آلهة متعددة يعني الفوضى.. وبما أننا نعلم أن في الكون هناك نظام واحد ونفس القوانين تحكم كل الكون.. فهذا يعني وجود إله واحد لا شريك له.

3- بناء على هذه الحقيقة: أن الخالق لا يُسأل، فإن جواب أي سؤال يتعلق بالله تعالى فإن الجواب سيكون بما يتفق مع صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى. فالله خالق الكافر ويعذبه.. وهذا هو منتهى العدل.. وخلق المؤمن ويكرمه وهذا هو منتهى العدل... وخلق النار والجنة والسماء والأرض... وكل شيء خلقه الله بالحق..

4- إن كل ما نراه اليوم من أحداث جسيمة تعصف بعالمنا الإسلامي هو بلاء من الله تعالى واختبار وامتحان لعباده، ولا يجوز أن نسأل: لماذا يسمح الخالق تعالى بهذه الأحداث المأساوية من قتل وتدمير، ولماذا لا يتدخل الله تعالى ويمنع قتل الأطفال مثلاً... لأن الله لديه حكمة عظيمة من ذلك لا تدركها عقولنا البشرية المحدودة.. والله يعلم ما يفعل: (وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].

5- المؤمن دائماً يؤمن بالله تعالى دون اعتراض على حكمة الله (وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]... فالقضية تحتاج لعقل وتفكير وتذكر.. بينما الملحد يعترض على كل شيء (وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَ يَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَ مَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) [البقرة: 26].

في جميع الامتحانات الدنيوية (في الجامعات مثلاً) يطرحون السؤال ويعطونك أربعة أجوبة منها واحد صحيح وثلاثة خطأ.. ولا يدلك الأستاذ على الجواب الصحيح، بل يتركك ليختبر مدى دراستك وتمكنك من هذه المادة. ولكن امتحان الله مختلف تماماً بل أسهل بكثير.

أيها الإنسان: الله تعالى يعطيك الطريق الصحيح والطريق الخطأ، ويقول لك هذا هو الطريق الصحيح الذي يؤدي بك إلى النجاح والجنة، وهذا هو الطريق الخطأ الذي يؤدي بك إلى الخسران والنار... بل ويأمرك أن تتبع الإجابة الصحيحة... وسبحان الله، معظم الناس يتبعون الطريق الخطأ بل ويجحدون الخالق سبحانه وتعالى... ثم يقولون: لماذا يعذبنا الله!

وفي هذا التحليل العلمي رد على كل ملحد يمكن أن يطرح هذه الأسئلة: لماذا فعل الله كذا ولم يفعل كذا... لأن الإجابة عن هذا السؤال تقع خارج حدود عقولنا ومنطقنا.. ولن نستطيع فهم أعمال الخالق لأننا مخلوقات محكومة بقوانين الخلق ولا يمكننا التخلص من هذه القوانين...

6- هذه الرؤية المنطقية تقودنا لمعرفة سرّ القضاء والقدر وأن الإنسان مسيّر أم مخيّر.. فالجواب عن هذه الأسئلة يقع خارج منطقنا البشري، لأن الله تعالى عندما خلق الكون وضغ نظاماً محدداً هو الأفضل على الإطلاق.. هذا النظام سيجعل من المؤمنين أقلية ومن الكفار أغلبية... (وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13]..

وبالتالي فإن الإنسان مخير تماماً فيما لو نظرنا إليه بمنطقنا البشري والعقلي المحدود.. ولكن إذا نظرنا من خارج هذا المنطق الذي لا يمكن أن ندركه أو نفهمه لرأينا الإنسان محكوم بكل شيء وأن الله يفعل ما يشاء ويضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، ولو شاء لهدى الناس جميعاً.. ولو شاء لم يكفر إنسان واحد، ولو شاء لم يعصه أحد...

إذاً المؤمن الحقيقي يؤمن بكل ما جاء في هذا القرآن إيماناً مطلقاً... (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [البقرة: 3]... لأن المعرفة الحقيقية بالله تعالى تقتضي الإيمان المطلق.. وكل من يقول لماذا كتب الله علي المعصية أو العذاب أو الكفر... ولماذا لم يهدِ الله الناس.. أو لماذا لم يمنع الله وقوع الكارثة... كل من يقول ذلك فإنه لم يعرف من هو الله تعالى، ولم يتذوق حلاوة معرفة الخالق عز وجل..

نسأل الله تعالى أن نكون من العارفين بالله وعظمته وجلاله... سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.. والحمد لله رب العالمين.

هذا مثال من آلاف الأمثلة التي نراها حولنا وربما لا تلفت انتباهنا، ولكن لدى التأمل نستطيع أن نستلهم العبر، ونتعلم من هذه الحشرات الضعيفة،....

ما أكثر الظواهر التي نراها ونغفل عنها، ولذلك نرى الهموم تحيط بنا ولا نكاد نجد حلاً لهذه المشاكل المادية التي تثقل تفكيرنا وتعطل سعادتنا، والعلاج بسيط جداً وموجود في كتاب الله تعالى. ففي هذا العصر ازدادت المشاكل الاقتصادية، بسبب التطور التقني الكبير الذي شهده العالم في السنوات القليلة الماضية. وأقول يا إخوتي إن أفضل طريقة لعلاج المشاكل الاقتصادية هو الإيمان بالله تعالى والثقة به!
وقد يعجب البعض، كيف ستعالج مشكلة اقتصادية بالإيمان؟ وأقول إن الله تعالى قادر على رزق كل واحد منا وقادر على إعطائه ما يريد بشرط أن يؤمن به، لأن الله هو الرزاق. ولو تأملنا القرآن نلاحظ أن الله تعالى ربط غالباً بين الرزق والتقوى. ومن أوضح الأمثلة ما نجده في عالم الحشرات الصغير، حيث نلاحظ أن الله سخر لهذه المخلوقات الضعيفة أساليب لا تخطر على بال أحد، فرزقها وكفاها، وهي مجرد حشرات، فكيف بمؤمن يقول: لا إله إلا الله!
انظروا كيف يرزق الله حشرة صغيرة هي النملة!
في دراسة بريطانية حديثة (أجراها علماء من جامعة إمبريال كوليج) تحدث العلماء عن قدرة النمل على إفراز مادة تعيق حركة بعض أنواع حشرات "المن" التي تغزو النباتات المختلفة، حيث يساعد ذلك على إبقائها قريبة من مستعمرات النمل، ليضمن الأخير بذلك الحصول على كميات كافية من الطعام عند الحاجة، والتي توفرها المادة اللزجة التي ينتجها المن.
إن النمل يسعى إلى قضم أجنحة حشرات المن ليتلفها، فيحول ذلك دون ابتعادها عنه، ومن ثم يضمن النمل الحصول على الغذاء والمتمثل بالمواد الدبقة التي ينتجها المن، والغنية بالسكريات، كما يحرص النمل على إفراز مواد تعيق نمو تلك الأجنحة من جديد. كذلك تبين أن النمل يقوم بإفراز مواد تعيق حركة المشي عند حشرة المن، ليمنعها من مغادرة المكان إلى جهة أبعد.
 
رصد العلماء حركة حشرات المن بواسطة كاميرات رقمية متطورة، مع الاستعانة ببرامج كمبيوتر خاصة، بعد أن تم وضع تلك الحشرات فوق ورق مخبري كان قد سمح للنمل بالمرور فوقه قبل ذلك، ليتبين أن حشرة المن كانت تسير فوقه بشكل أبطأ، وذلك مقارنة مع الحال عندما وضعت فوق ورق لم يسبق للنمل أن سار عليه.
كما قام الباحثون بالسماح لحشرات المن بالمرور فوق ورق شجر جاف، والذي لا يرغب المن عادة بالبقاء فوقه، وذلك بعد أن عبر النمل فوق سطحه، ليظهر أن المن كان يسير فوق تلك الأوراق الجافة ببطء واضح.
 
تشير الدراسة إلى أن النمل لجأ إلى إفراز مواد على السطوح التي مر فوقها، لتعمل على التأثير في حركة حشرات المن، فتبطئ الأخيرة من سرعتها لتبدو وكأنها أصيبت بالشلل، وبالتالي يستفيد النمل مما تفرزه تلك الكائنات الصغيرة من مواد دبقة غنية بالسكريات، كما قد يتغذى على ذات الحشرة إن دعت الحاجة إلى ذلك.
ويؤكد الباحثون أن العلاقة بين المن والنمل تتميز بتبادل المنافع، فهم يرجحون بأن المن يعتمد على جيرانه من النمل، ليدفع عنه أذى الحشرات الأخرى الغازية التي قد تهاجمهم، باعتبار أنهم يستهدفون مصنع غذاء النمل، فينبري الأخير ليدافع عن حشرات المن الصغيرة، ومن ثم يلتهمها في وقت لاحق.
فانظروا معي إلى هذا التعاون والتكامل بين عالم الحشرات الذي نظنه لا يعقل، إنه تصديق لقول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
وانظروا كيف يرزق الله هذه الحشرات، مَن الذي علَّمها هذا الأسلوب؟ ومَن الذي هداها لكسب رزقها بهذه الطريقة؟ أليس هو الله القائل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6].
تأملوا معي هذه الصور الرائعة لنملة سخر الله لها رزقها من الغذاء الذي تحبه وهو المن الذي يفرز لها مواد سكرية أشبه بقطع الحلوى، يأتيها هذا الرزق من دون أن تحمل أي هم، فلا أدري لماذا نحمل الهموم إذا كان الله سيرزقنا؟
 
وهذه صورة لنملة تبحث عن رزقها، الله لم ينسها من فضله!!
 
أما هذه فهي نملة تتغذى على حشرات المن الصغيرة!!
 
نملة تمتص المادة السكرية الدبقة من المنّ وتتلذذ بطعمها، وهي طبعاً تشكر الله وتسبح بحمده، كيف لا وهو القائل: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده)، فسبحان الله!
 
مجموعة من النمل تسوق أمامها حشرات المن وتأسرها لتستفيد مما تفرزه من "حلوى لذيذة" وسؤالنا، من الذي سخر هذا الرزق لنملة ضعيفة لا تملك أي وسيلة من وسائل القوة، إلا ما زودها الله به من ذكاء وحكمة!
لذلك يا أحبتي أكثروا من الدعاء، واستيقنوا بأنكم تدعون رباً سميعاً قريباً مجيباً، كيف لا وهو القائل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60]. فقد يرزقك الله القليل جداً ولكنه يرزقك معه العافية والصحة والبركة والسعادة ويبعد عنك الهموم والأحزان، فتكون أكثر سعادة ممن امتلك المال والشهرة ولكنه حُرم نعمة السعادة والسرور، ولا يسعنا إلا أن نتذكر قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].


هل يجوز استخدام الايات القرآنية في الدعاء ؟ وهل يجوز تبديل بعض الكلمات لتتناسب مع حال المدعو لهم؟
الإجابــة : لا حرج في هذا إن كان لم يرد تحريف القرآن، وإنما أراد الدعاء بما يناسب حال المدعو لهم مثل من بدل ضمير المفرد بضمير الاثنين أو الجمع، فقال في: رب اغفر لي، ربنا اغفر لنا ـ أو ما أشبه ذلك، ويدل لهذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في استفتاح الصلاة، فقد كان يدعو بألفاظ يتغير فيها بعض أدعية القرآن، كما في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك.


بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين

و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الآخرين,

و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

و أرضى اللهم عنا معهم أجمعين, اللهم أمين


أخوتي الكرام , ما كان الله بظلام لعباده الصالحين

و الله عند حسن ظن عبده به , و ما العدل إلا اسم من أسماء الله تعالى

و لا يوجد من يؤمن بالله و اليوم الأخر و يشك للحظة بأن يوم الحساب هو يوم العدل العظيم , العدل المطلق الذي طالما أفتقدناه في حياتنا الدنيا

و لا توجد مؤمنة تؤمن بالله و اليوم الأخر و تخشى ألا يعدل الله و ألا يجازيها ما تحب و تبغى من كل نعيم تتمناه

و قد جاء في الحديث :

رَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أُمّ عُمَارَة الْأَنْصَارِيَّة أَنَّهَا أَتَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,

فَقَالَتْ : مَا أَرَى كُلّ شَيْء إِلَّا لِلرِّجَالِ , وَمَا أَرَى النِّسَاء يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ ! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة :

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)

الأحزاب

و قد أخبرنا عز و جل في كتابه الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)

الفتح

بسم الله الرحمن الرحيم

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)

الحديد

و قد نقلت لكم هذا المقال من منتدى محجوب أرى أن فيه النفع و الرد على الشبهة إن شاء الله

 

للرجال في الجنه حورالعين ....فماذا للنساء ؟؟

عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للإثنين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يردمثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟

والجواب

1- أن الله: لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمةهذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:

2- أن من طبيعة النساءالحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لايشوقهن للجنة بما يستحين منه.

3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى أومن ينشأ في الحلية الزخرف:18].

4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أيالله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.

فائدة

** المرأة لاتخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي...

1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.

2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.

3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.

4- إما أن تموت بعد زواجها.

5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.

6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.

** هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة..

1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنةأعزب } [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ماتقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.

2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.

3- ومثلها المرأةالتي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأةإذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذادخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.

4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.

5- وأما المرأةالتي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.

6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخرأزواجها مهما كثروا لقوله : { المرأة لآخر أزواجها }

[سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني].

ولقول حذيفة لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج لنبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).

مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجهافي الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟

والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: 'إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجهاالمقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرامنه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاةببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لكبدل الله كفر هذا الرجل بإيمانوكما في قوله تعالى: ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [إبراهيم:48]،

والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنهاانشقت'.

فائدة

ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار...} وفي حديث آخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في لتوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟

فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثرولد آدم ).وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر

أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.

وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله : { رأيتكن أكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في الناروأما بعدخروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لاإله إلاالله فالنساء في الجنة أكثر ).

الحاصل: أن تحرص المرأة أن لاتكون من أهل النار.

فائدة

إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله : { إن

الجنة لايدخلها عجوز إن الله تعالى إذاأدخلهن الجنة حولهن أبكارا}

فائدة

ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور لعين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.

فائدة

قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.

وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عندمل يك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمرعما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله : {

إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت

زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت

سبحان الله،والحمد لله، ولا إله إلا الله و الله أكبر

منقول  

وهذا رد الدكتور محمد العوضى حول سبب كون الرجل له حور، وليس للمرأة مثله؟

عن هذه الشبهة، وإليك نص كلامه قال: ألقيت محاضرة بعنوان (الإسلام والإعاقة البصرية)، فرحت جداً بتعليقات ومشاركات وتساؤلات المكفوفين حول الموضوع، وكان أطول تعليق لمن كان يجلس معي على المنصة الأستاذ جون الدنماركي، وهو أمين سر الاتحاد العالمي، كفيف لكنه نابه جداً ومرتب الأفكار، وفعلاً يصلح أن يكون ناطقاً باسم المكفوفين، بعد أن شكر المحاضرة وألقى مداخلته، قال: عندي سؤال خارج عالم المكفوفين يخص الإسلام، وكان سؤاله: نلاحظ أن القرآن عندما يتطرق لموضوع نعيم الجنة فإنه يعد الرجال بالنساء والزوجات والجواري، ويعطيهم حقهم بينما لا نجد في المقابل عطاء مماثلاً لإشباع حاجات النساء الغريزية أي أن الرجل يحظى بالنعيم الأوفر، أليس في ذلك تحيزاً؟!

قلت له: يا أستاذ جون، سؤال جميل، ولعلمك أيها الضيف الدنماركي أن رسالتي في الدكتوراه موضوعها قضايا المسلمة وشبهات العلمانيين، فالجواب سهل، إن الله لم يفرق في العطاء الأخروي بين الذكور والإناث من حيث الإجمال، فقد وعد كلا منهما على حد سواء بالمثوبة الكبرى والأجر العظيم.

وأن لهم جميعاً في الجنة ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، الآيات كثيرة منها على سبيل المثال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. فمن حيث الإجمال، الخطاب والعطاء القرآني واحد، ولكن لماذا عند ما جاء عند الجانب الغريزي فصل القرآن للرجال وأوجز للنساء؟ هنا تأتي المعجزة التربوية، فإنه معلوم من النفس البشرية أن الحب عند الرجل يتمحور بالأفعال، بينما عند المرأة يكمن في المشاعر والملاطفة، فهو غريزة تتبعها عاطفة، أما هي فعاطفة مقدمة على الغريزة، أو كما تقول (بربارا دي انجلس) المختصة في الدراسات الأسرية وصاحبة الكتاب المشهور (أسرار عن الرجل على المرأة معرفتها)، الحب أفعال عند الرجال وأسرار عند النساء، بل إننا نجد في الشعر إياً كان مصدره عربياً أو أوروبياً قديماً وحديثاً الغزل فيه ينطلق من الرجال تجاه النساء والعكس قليل.

فالرجل يعلن رغبة ويطلب، وجمال المرأة في التمنع والتلطف في الطلب، وحتى نحن عندما نداعب أولادنا نقول: إذا نجحت يا ولدي بنسبة عالية سأزوجك فتاة آية في الحسن، ولكن لا يقول الرجل لابنته إذا تفوقت في الدراسة سأزوجك فحلا من فحول الرجال! ضجت القاعة بالضحك، إنه كما يقول الفيلسوف الألماني نيتشة (الملحد): المرأة تحقق ذاتها في (هو يريد) والرجل في (أنا أريد)، وكتاب (جنس الدماغ) لعالمة الوراثة البريطانية آن موير، وكتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) للأمريكي أشهر علماء الأسرة جون حرية، وكتاب (الذكاء العاطفي) لدانييل جولمان، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، وإذا كان البشر يراعون في خطابهم هذه الفوارق أفلا يراعيها رب البشر؟!. انتهى

تأملات إيمانية

[تأملات إيمانية][fbig1]

دروس ومحاضرات

[دروس ومحاضرات][slider2]

يتم التشغيل بواسطة Blogger.