Halloween party ideas 2015

لقد لفت انتباهي أثناء دراستي الرقمية لكتاب الله عز وجل كلمة مهمة وهي (شفاء). هذه الكلمة تكررت أربع مرات في القرآن الكريم في الآيات الآتية:
1- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
2- (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69].
3- (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
4- (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].
إذا تأملنا هذه الآيات الأربع وجدنا أن ثلاث آيات تحدثت عن الشفاء بالقرآن، وآية واحدة تحدثت عن الشفاء بالعسل.
وإذا علمنا أن القرآن كتاب متوازن في كل شيء، وأن كل كلمة إنما تكررت بميزان دقيق، فإنه يمكننا أن نستنبط من هذه الآيات وبما أن كلمة (شفاء) وردت أربع مرات، فلو اعتبرنا أن هذه الكلمات الأربعة تمثل الشفاء 100 %، فإن الشفاء بالقرآن هو ثلاثة أرباع الشفاء أي 75 %، والله تعالى أعلم.
ومن هنا يمكننا القول إنه لا يجوز لنا أن نهمل العلاج بتلاوة القرآن وبخاصة الآيات التي تنفع لأمراض محددة. وإن أطباءنا عندما يعتمدون على الأدوية الكيميائية فإنهم يعملون فقط بنسبة 25 % ويضيعون الـ 75 % التي هي الشفاء بالقرآن.
هنالك استنباط آخر من هذه الآيات، وهو أن الله تعالى لم يتحدث عن "العلاج بالقرآن" بل عن "الشفاء بالقرآن"، وكأن المولى سبحانه وتعالى يريد أن يؤكد لنا مسبقاً بأن التداوي والعلاج بالقرآن نتيجته مضمونة مئة بالمئة، ولذلك فإن أي إنسان يلجأ إلى تلاوة آيات الشفاء، فإن الشفاء سيحصل بإذن الله تعالى.
والآن عزيزي القارئ لو تأملنا الآيات الأربع من جديد والتي تتحدث عن الشفاء نلاحظ أن الآية الأولى والثانية تخاطبان الناس في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) وقوله عز وجل: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)، لكن الآيتين التاليتين أي الآية الثالثة والرابعة تتحدثان عن شفاء المؤمنين، يقول تعالى: (مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، ويقول أيضاً: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)، وهذا نوع من أنواع التوازن في القرآن، وكأن الله يريد أن يقول لنا إن القرآن فيه شفاء لكل من أخذ به.
وأقول أخي الحبيب إذا تعرضت لأي مرض ومهما كان نوعه، فلا تنس أن تعالج نفسك بالقرآن أولاً، ثم تعالج نفسك بالعسل ومشتقاته والأدوية التي سخرها الله تعالى من أعشاب أو غذاء، وسوف تحصل على النتيجة المؤكدة وهي الشفاء بإذن الله تعالى، ولكن لا تنس أن تكون ثقتك بالله كبيرة وأن تعتقد أنه قادر على شفائك مئة بالمئة.
وهذا الاعتقاد هو ما أشار له القرآن في آيتين تحدثنا عن فعل الشفاء، أي مَن الذي يقوم بالشفاء؟ إنه بلا شك الله تعالى. ومما لفت انتباهي أخي القارئ أن فعل الشفاء تكرر مرتين، وفي كلتا المرتين نجد أن الذي يشفي هو الله تعالى، يقول تعالى:
1- (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14].
2- (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80].
وهكذا يصبح الشفاء ومشتقاته قد تكرر في القرآن ست مرات، وغطّت هذه الآيات الستة، فاعل الشفاء وهو الله تعالى، والوسيلة الروحية للشفاء وهي القرآن والوسيلة المادية للشفاء وهو العسل، فماذا تطلب بعد ذلك؟

إنه عالم غريب ومشوق ومليء بالألغاز، إنه عالم مخيف للبعض ويدعو للسخرية من آخرين، إنه عالم الجن الذي استغله بعض الناس ليوهموا الآخرين بأن الجن يسكن داخلهم ولديهم القدرة على التحدث معه ودعوته للإسلام وإخراجه... وإن رفض يتم إحراق الجني أو ضربه أو معاقبته... ولكن غالياً ما يعود ذلك الجني ليسكن من جديد وتتكرر المشكلة ويبقى المريض في صراع بين المعالج وبين الجني... وقد يفضّل المريض أحياناً أن يعيش مع الجني من أن يذهب مرة أخرى للمعالج بسبب الاستغلال المادي أو النفسي...
حقائق من القرآن والعلم الحديث
لا يوجد حتى الآن ما يسمى بعالم الجن حسب وجهة نظر العلم الحديث، ولكن القرآن يؤكد حقيقة وجود الجن وأنهم مثل البشر يتكاثرون ومنهم المؤمن والكافر ومنهم الصالح والظالم... ولكن الله أخفى سرّ هذا العالم عنا لحكمة هو يعلمها.
لكي نعتقد بوجود الجن ليس شرطاً أن يكتشفه العلماء لأن كثير من أسرار الكون لم تكتشف بعد مع العلم أنها موجودة، وبنفس الوقت لا يمكن للعلم أن يقدم برهاناً على عدم وجود الجن أو ينفي وجود كائنات تعيش معنا ... فالعلم لم يكتشف عالم البكتريا والفيروسات إلا حديثاً مع العلم أن هذه الكائنات موجودة قبل الإنسان بملايين السنين.
وربما يكشف العلماء حقيقة الجن في المستقبل إن أراد الله ذلك، وريثما يتم ذلك فإننا نحاول وضع تصور منطقي لهذا العالم نستند على القرآن والسنة المطهرة. فالقرآن لا يتحدث عن دخول الجن في أجساد البشر، بل يخبرنا بأن الجن مخلوقات مثلنا، وقد لا يهمها أمرنا كثيراً وقد تكون مسالمة وغير مؤذية على الإطلاق.. ولكن هناك جزء من عالم الجن الواسع وهو الشيطان الذي هو عدو للبشر.
هذا الشيطان له مهمة محددة وهي إغواء البشر وقيادتهم نحو الضلال ليكون معه في النار يوم القيامة... يدعوهم للفاحشة والكفر والإلحاد ولكن ليس له أدنى سيطرة على المؤمن، إنما سيطرته على الذي يعتقد به!
فعندما تعتقد أن الشيطان قادر على إيذائك أو أن يدخل في جسمك أو قادر على أن يرعبك... فإن ذلك سيتحقق بالفعل، ليس بسبب القدرات الخارقة للشيطان، ولكن بسبب الأوهام التي تزرعها في مخيلتك وبالطبع يغذيها الشيطان بالأفكار السيئة والمخاوف فالله تعالى يقول: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]. هذه هي حدود قدرة الشيطان أن يخوف أولياءه الذين يعتقدون به ولكن الله تعالى يحذرنا من خطورة ذلك ويأمرنا أن نخاف منه فقط وربط ذلك بالإيمان: (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فالحل هو قوة الإيمان.
حقيقة العلاج بالقرآن والمعالجين به
كثير من الناس يعاني من مشاكل نفسية لا نشك بأن الشيطان له دور كبير في تأجيجها وتعقيدها حتى تستعصي على الأطباء، ولكن المشكلة في العلاج الخاطئ. فالعلاج بالقرآن هو أفضل وسيلة للتخلص من الأمراض النفسية، ولكن ليس على طريقة بعض المعالجين إنما على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فالسيرة النبوية العطرة لا تذكر لنا بأن النبي كان يخرج الجن من أجساد أصحابه! ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقضي وقته بقراءة القرآن على المرضى، ولم نعلم من أحاديث النبي الكريم إلا أشياء قليلة جداً حول حوادث قرأ النبي القرآن أو دعا بدعاء محدد على أحد الصحابة لشفاء مرض ما، وكان غالباً ما يعلم أصحابه أن يقرأوا القرآن بأنفسهم أو يحفظوا الدعاء عنه ليعالجوا أنفسهم، لأن القرآن نزل بالأساس لنقرأه على أنفسنا وليس على الآخرين!
فليس هناك في الإسلام مهنة اسمهما معالج بالقرآن! بل معلم للقرآن يعلم الناس كيف يحفظوا القرآن ويستشفوا به ويطبقوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المقصود بالعلاج بالقرآن الكريم.
حالات يتم شفاؤها على يد معالجين مخلصين
لا ننكر بأن كثير من الحالات يتم شفاؤها بمساعدة معالجين ممن أخلصوا عبادتهم لله وابتغوا من وراء هذا العمل وجه الله تعالى، ومثل هؤلاء (وهم قلة قليلة) يقدمون خدمات جليلة ويتم على أيديهم هداية الكثيرين للإسلام وبفضل العلاج بالقرآن أصبح كثير من هؤلاء المرضى ملتزمين بتعاليم القرآن...
ولكن التحذير من أولئك الذين يمارسون هذا العمل بغير علم ويبتغون عرضاً من الحياة الدنيا ويتصفون بالكذب غالباً وحب المصلحة ويدّعون قدرتهم على الشفاء... والحقيقة نتمنى منهم أن يلتزموا بكتاب الله تعالى ويعملون على تعليم الناس قراءة القرآن والله سيتولى رزقهم من حيث لا يحتسبون. وأن يكون همهم هداية الناس وليس مجرد علاجهم.
تفسير كلام الجن على لسان المريض
بدأ المعالج بتلاوة الآيات القرآنية على المريض وبدأ المريض يستسلم للمعالج حيث يأمره بالتحدث معه على لسان جني يسكن بداخله، فالمريض وضع في تفكيره مسبقاً بأنه ممسوس من قبل الجان وأن جنياً يسكن بداخله وهذا المعالج سيساعده على التخلص منه.
إن الحالة النفسية التي وصل إليها المريض في صراعه الطويل مع المرض الذي أنهكه وجعله يلجأ إلى أي وسيلة للتخلص من المأساة التي يعيشها، هذه الحالة تقوده للاعتقاد بوجود جن يسكن فيه، وينبغي التخلص منه، وهذا الإحساس يعتبر جزءاً من حل المشكلة، ولذلك يسعى المريض للتحدث مع المعالج ويتقمص شخصية الجني.. مع العلم أنه لا يوجد مبرر للجن أن يسكن في إنسان، فهذا الجن لديه مشاغل ولديه حياته الخاصة ولديه صراع مع رفاقه من الجن تماماً مثل عالم البشر.
ولذلك انتشرت عادة إخراج الجن بين شعوب العالم منذ القديم وتمارسها كافة الطوائف الدينية، حيث يجري استغلال جهل الناس بعالم الجن، وربط جميع الأحداث بالسحر والربط والعقد والمس... ومع أننا لا ننكر بعض الحالات التي يسيطر فيها الشيطان على المريض، ولكن ليس لدرجة أن يسكن جسده بل هي مجرد وساوس وتخيلات وأوهام تذهب بمجرد أن تعتقد أن الجن ليس لديه القدرة على الدخول في أجساد الناس.
هل يستطيع الجن أن يسكن داخل إنسان؟
ليس هناك أي دليل من القرآن والسنة على دخول الجن للبشر وبقائهم لمدة طويلة، بل الدليل الموجود أن الشيطان لديه قدرة على إغواء الناس والوسوسة لهم وتخويفهم والسيطرة فقط على غير المؤمنين ممن يعتقد بقدرة الجن على كل شيء... وقد يصل لحد الإشراك بالله تعالى الذي أمرنا ألا نخشى أحداً إلا الله!
 
يحاول بعض المشعوذين أن يلفقوا صوراً ويدعون بأنها حقيقية ويقولون بأنها صورة لجني أو شبح أو روح فلان من الناس... وكل ذلك لا دليل عليه من الناحية العلمية، ولم يتم إثبات أي صورة علمياً حتى الآن وهكذا يؤكد العلماء أنه لم يتمكن أحد من رؤية الجن. وهذه الحقيقة أكدها القرآن قبل ذلك بقوله تعالى عن الجان والشياطين: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. وهكذا تقرر الآية حقيقة ثابتة أن الجن لا يمكن أن يتلبس المؤمن، بل يسيطر على الكافر الذي يتولاه ويعتقد به.
أوهام ينبغي التخلص منها
معرفة وتشخيص المرض بشكل صحيح يعتبر نصف العلاج، ولذلك التشخيص الخاطئ يقود للعلاج الخاطئ دائماً. وبالنسبة لكل من يعتقد أنه مسحور أو ممسوس أو أن أحداً عمل له عملاً ما ليؤذيه أو أن جنياً يطارده أو أن أحداً قادر على أن يمنعه من الزواج أو الرزق أو إنجاب الأولاد... كل ذلك هو اعتقاد خاطئ لأن كل شيء بيد الله والله وحده هو القادر على أن يضرك أو ينفعك.
تأمل أخي الحبيب هذه الآية العظيمة واتخذها شعاراً لك في حياتك وبخاصة هذا العصر المظلم، يقول تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107]. فالضرّ بيد الله لا يكشفه إلا هو، والنفع بيده عز وجل لا يمنعه أحد من دونه... هذه هي أول خطوة على طريق الشفاء.
خطوات عملية للشفاء من أخطر الأمراض
القرآن هو الطريق الأقصر للشفاء ولكن كيف؟ إن الله تعالى أودع في كلمات القرآن أسراراً وقوة شفائية عظيمة بشرط أن تستمع للقرآن بخشوع ولمدة طويلة وتتأثر بهذا الكلام وتتفاعل معه وتطبق ما جاء فيه. فالله تعالى يأمرنا أن نبرّ الوالدين لدرجة التذلل لهما فقال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24]. فكيف تتخيل أن الله سيشفيك وأنت تعصي والديك وخالف أمر الله؟؟!
الله تعالى يقول: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32]. فكيف سيشفيك الله وأنت تنظر إلى المحرمات وتشغل وقتك بالأغاني والأفلام والمسلسلات وتبتعد عن القرآن كثيراً في حياتك؟!
اجعل همّك الأول هو مرضاة الله تعالى والقرآن، فمن كان همُّه القرآن كفاه الله سائر الهموم، وحاول أن تتعمق في تلاوة القرآن وفهم معانيه وأن تعيش مع جوّ القرآن الذي يأخذك إلى عالم الآخرة وما بعد الموت، وبالتالي ترتاح وتنسى همومك ومشاكلكَ.
إياك أن تعتقد بأن الجن يمكن أن يتلبّسك أو يسكن في داخلك أو يؤثر عليك، لأن الله تعالى قال: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42]، والله أصدق من هؤلاء الذين يخوفونك من الجن. وبما أن الله خاطب إبليس وقال له: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) فهذا يعني أن الشيطان والجن لا يمكن أن يؤثروا على المؤمن، ولكن تأثيرهم فقط على من يعتقد بعالم الجن ويخاف منهم، ولذلك قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175].
لقد كشف علماء النفس الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الإنسان بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها أو بسبب ضغوط لا يتحملها أو بسبب الإيمان الضعيف وعدم الرضا بقضاء الله تعالى. وهذه الأمراض كثيرة مثل الاكتئاب والقلق وانفصام الشخصية... ومثل هذه الأمراض يعاني منها كثير من الناس، وأسهل شيء على الناس أن يعتقدوا بتلبس الجن.
فعندما يفشل الأطباء في تحديد نوع المرض ويستعصي عليهم علاجه، فإن المريض سوف يلجأ إلى معالج بالرقية الشرعية وليست المشكلة في الرقية أو الشفاء بالقرآن، بل المشكلة في بعض المعالجين الذين اتخذوا هذه المهنة وسيلة للكسب السريع على جهل منهم فيَضِلوا ويُضِلوا.
لذلك ننصح بأن يكون الالتجاء إلى القادر على الشفاء وهو الله تعالى، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 80]. وأن نطلب الشفاء من الله القائل: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
فإذا أردت أن يكون القرآن شفاء لك فينبغي أن يكون هذا القرآن هو أهم كتاب في حياتك، وأن يكون شغلك الشاغل هو القرآن، وأن يصبح القرآن هو حياتك ومستقبلك ومتعتك وراحتك... وبالتالي سيكون عند ذلك شفاء لك بإذن الله.
 
نتائج البحث
1- العلم لم يثبت أن الجن يسكن داخل البشر، وكذلك السنة الشريفة وكذلك القرآن الكريم. مع العلم أننا نعتقد بوجود عالم واسع حولنا من الجن يرانا ويؤثر علينا أحياناً عندما نغفل عن ذكر الله، يقول تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27].
فهذه الآية شديدة الوضوح تنهانا عن الاعتقاد بتأثير الشياطين، وتؤكد أن تأثيرهم يمتد فقط للذين لا يؤمنون، مع العلم أن المؤمن قد يتأثر قليلاً، ولكنه يعود بسرعة ويتذكر كلام الله ويتخلص خلال عدة دقائق فقط من تأثير الشيطان. وهذا ما تؤكده الآية: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201].
2- الاستعاذة من الشيطان هر الطريق الأقصر للتخلص من أوهامه وتأثيره، وننصح بتكرار هذه الاستعاذة سبع مرات لما لهذا الرقم من تأثير في عالم الجن، وصيغة الاستعاذة هي: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98].
3- كل من يعتقد بأن الجن يعلم الغيب فهو مخطئ، لأن علم الغيب من اختصاص الله تعالى، ولا يمنح هذا العلم إلا لبعض رسله كدليل على صدق رسالتهم. يقول تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام وبعد موته لم تكتشف الجن أنه مات وظلوا يعملون لفترات طويلة حتى خرّ على الأرض فعلموا أنهم لا يعلمون الغيب مع العلم أن سيدنا سليمان كان أمامهم وليس بعيداً عنهم: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) [سبأ: 14].
4- قد يقول قائل: كيف يتحدث الجني على لسان المريض أثناء تلاوة القرآن عليه؟ إن هذه الظاهرة سببها أن المريض يعتقد بوجود جني يسكنه، ويأتي المعالج ليعزز هذا الاعتقاد فيصبح حقيقة واقعة بالنسبة للمريض. وكما نعلم من مبادئ علم النفس أن الذي يعاني من انفصام شخصية أو ما يشبه ذلك يتخيل عدة شخصيات تسكنه، ويحاول أن يثبت لنفسه صحة ذلك فيتحدث مع المعالج أو مع نفسه أو مع من حوله وعندما يسأل يقول إن الجني هو الذي يتكلم وليس هو.
5- نحذر كل أخ مؤمن وأخت مؤمنة من الاعتقاد بتأثير الجن، أو التعامل مع المشعوذين حيث نجد من يتعامل مع الجن من الكفار، وذلك من خلال معصية الله تعالى والكفر والزندقة وارتكاب الفواحش... ولذلك قال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) [الجن: 6]. وبمجرد أنه يأتي من يخبرك أنه يتعامل مع الجن فاعلم أن هذه الآية تنطبق عليه.
6- إن الاعتقاد بتأثير الشيطان أو الجن يقودك إلى الاكتئاب والفقر وارتكاب المعاصي والفواحش، والعلاج أن تلجأ إلى الله وتعتقد بأن الله هو القادر على أن ينفعك ويعطيك من فضله العظيم، ولذلك يقول تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].
7- المشكلة أن بعض المعالجين يفسر الآية القرآنية خطأ، يقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275]. فالمس هنا للكافر الذي يرتكب المعاصي والفواحش ولا يصلي ولا يذكر الله، فإن مثل هذا يسيطر عليه الشيطان ويؤثر عليه تأثيراً شديداً. وطريقة التخلص من ذلك هي الإيمان بالله وترك الفواحش والمعاصي.
أما المؤمن فلا تنطبق عليه هذه الآية، وأحياناً يضعف الإنسان ويؤثر عليه الشيطان نتيجة مرض مثلاً كما حدث مع سيدنا أيوب عليه السلام عندما قال: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص: 41]. فالمس هنا ليس دخول الشيطان في جسد النبي، بل تأثيره عليه بسبب شدة المرض، ولذلك لجأ سيدنا أيوب إلى الله تعالى ولم يلجأ إلى أحد من البشر، وهذا ما ينبغي علينا القيام به عندما نتعرض لمحنة أو مرض أو مشكلة نفسية، أن نلجأ مباشرة إلى الله تعالى.
8- إن ما ورد من أحاديث نبوية صحيحة حول موضوع الجن لا تشير من قريب ولا بعيد إلى دخول الجن في جسد الإنسان، هناك حديث شريف يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) وهذا لا يعني أنه يسكن ويقيم، بل يعني أن للشيطان تأثير قوي على الإنسان لدرجة أنه يلازم الإنسان مثل مجرى الدم. ولكن التأثير الكبير يكون على الكافر والملحد ومرتكب الكبائر والعاق لوالديه وآكل الربا...
وأخيراً نوجه نصيحة لكل من يعاني من مشكلة نفسية أن يترك الأطباء لأن الطب الحديث فشل في علاج كثير من الأمراض النفسية ويعتمد العلاج على الأدوية المخدرة غالباً. كذلك إياك أن تلجأ إلى معالج بالرقية إلا بعد أن تتأكد أنه يتقي الله وسوف ينصحك ويدلك على الحل.
والطريق الأقصر أن تتوجه إلى الله مباشرة بالذكر والدعاء والاستغفار والصلاة وقيام الليل والاستماع إلى القرآن وفعل الخيرات وبر الوالدين والصدقة وحسن الخلق... وهذا هو العلاج الأفضل لأي مشكلة نفسية أو جسدية أو مادية أو اجتماعية.
ونقول لكل من يعاني من مشكلة نفسية ما.. اعلم أنك بمجرد أن تقرأ المعوذتين وآية الكرسي والفاتحة سبع مرات وتقيم الصلاة وتحافظ على الطهارة والوضوء، ولا يحدث الشفاء فإن ذلك يكون اضطراباً نفسياً ولا علاقة للجن بما يحدث، وهذه وصفة سريعة لكل من يعاني من مشكلة نفسية.
أما إذا كنتَ لا تصلي ولا تذكر الله ولا تتطهر ولا تبرّ أبويك وترتكب المعاصي... فإن الشيطان سيلازمك ويسيطر عليك ويسبب لك الهموم والاضطرابات والعلاج لا يتم إلا بالالتزام بتعاليم القرآن.
وكذلك ننصح كل من يعالج بالرقية أن يتقي الله تعالى وأن يكون عمله خالصاً ابتغاء مرضاة الله، وأن  ينصح لله ويدرك بأنه لو تمكن من هداية إنسان واحد سيكون ذلك خير من الدنيا وما فيها. نسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الحق إنه سميع قريب.


مطلوب دائماً من المؤمن أن يتدبر القرآن كل حسب ما يسمح به ظرفه وما يتيسر له من وقت، فالقرآن ليس حكراً على أحد، وهو كتاب أنزله الله لكل البشر وليس لفئة محددة من العلماء والمختصين، لذلك أدعو جميع إخوتي وأخواتي من القراء أن يعطوا شيئاً من وقتهم لتأمل آيات القرآن وأن يقدموا شيئاً لهذا القرآن: أقل ما يمكن أن نتدبر القرآن عسى الله أن يرحمنا ويشفينا ببركة هذا القرآن وأن يكف كيد المستهزئين بنبينا عليه الصلاة والسلام.

فكل من لا يتدبر القرآن مقفل القلب ولو كان يظن نفسه أنه مؤمن! ومن لم يصدق هذا الكلام ليقرأ قوله تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24]. فعليكم يا أحبتي بتدبر هذا القرآن الذي سيكون شفيعاً لكم يوم لقاء الله يوم يتخلى عنكم أقرب الناس إليكم.
هذه وجهة نظر نقدمها للقراء للمناقشة وإبداء آرائهم، ونحب من قرائنا أن يتفاعلوا معنا في مثل هذه المواضيع بهدف زيادة الإيمان، فلا ننتظر الغرب حتى يكشف لنا الحقائق لابد من أن نتحرك ولو قليلاً ونحن المسلمين لدينا أساس قوي جداً غير متوفر لدى الغرب وهو القرآن.
علم الطاقة
والسؤال: يتحدث العلماء اليوم عن علم الطاقة والطاقة الكونية والطاقة الحيوية فهل في القرآن نوع من أنواع الطاقة الشفائية أو الطاقة التي تغير حياة الإنسان بالكامل، وكيف يمكن أن نفهم موضوع الجن والسحر والحسد في عصر العلم اليوم؟
نتلقى الطاقة في كل لحظة من عمرنا على شكل موجات ضوئية وكهربائية ومغنطيسية، فالشمس وهي أكبر مصدر للطاقة بالنسبة إلينا تبث حرارتها وضوءها على شكل اهتزازات، هذه الاهتزازات تؤثر فينا وقد لا نرى هذا التأثير ولكننا ندرك نتائجه.
إن جزيئات الماء تهتز في كل خلية من خلايا جسمنا، حتى الصوت الذي نسمعه ما هو إلا اهتزازات لها تردد معين، والأشياء التي نراها فإننا نراها بواسطة الضوء وهو عبارة عن اهتزازات لها ترددات محددة لكل لون من ألوان الضوء.
حتى الأحاسيس والمشاعر والقلق والخوف والحب وغير ذلك ما هي إلا اهتزازات لا نشعر بها ولكنها في الحقيقة موجودة.
الحرارة التي نحس بها والبرودة التي تجعلنا نرتجف ما هي إلا اهتزازات أيضاً لا نراها ولكنها موجودة! إن كل ذرة في جسدنا تهتز بسرعة لا يتصورها مخلوق، والسوائل داخل الخلايا تهتز أيضاً، ويمكنني أن أقول إننا نعيش في عالم من الاهتزازات.
طبيعة الجان والشياطين
إن النار التي نراها هي في الحقيقة اهتزازات، وبما أن الجنّ قد خُلق من النار، فلا بد أن يتميز بالطبيعة الاهتزازية، وهذا ما حدثنا عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) [النمل: 10]. وقال أيضاً: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ) [القصص: 31].
إذن العصا تهتز مثل الجان إذن الجان يهتز، لماذا يهتز؟ لأنه خلق من النار أي الطاقة، يقول تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) [الحجر: 27]. وهنالك آية أيضاً تتحدث عن الكيفية التي تؤثر فيها الشياطين على الكفار، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم: 83]. يخبرنا الفيروز آبادي في معجمه القاموس المحيط عن معنى هذه الكلمة: "أزّت القِدرُ أي اشتد غليانها"، والسؤال: ما هو الشيء الذي تؤثر فيه الشياطين فتجعله يغلي؟
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تغويهم وتطغيهم. ولكن كيف تتم عملية الإغواء هذه؟ وكيف يستجيب الكافر ويتفاعل مع الشيطان، وما هي الوسيلة التي يتم التواصل من خلالها بين الشيطان والكفار؟
ذبذبات شيطانية
إن الشيطان يستخدم نوعاً من الاهتزازات والتي أشد ما تؤثر على الكافر، أما الذي يذكر الله تعالى فإن أزيز الشيطان لا يؤثر به، ولكن كيف تحدث العملية؟
يقول سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. نستطيع أن نقرر من خلال هذه الآية أن ذكر الله يؤدي إلى الطمأنينة، أي ما يسمى بلغة العلم "الاستقرار النفسي"، إذن لدينا اضطراب ولدينا استقرار.
الاستقرار يعني أن الطاقة في أقل مستوى لها، والاضطراب يعني أن الطاقة في أعلى مستوياتها، ولذلك نجد المرضى النفسيين يعانون من عدم استقرار، ونلمس ذلك في حركات أجسامهم المضطربة، أما الذي يذكر الله تعالى فإن هذا الذكر سيؤثر على كمية الاهتزازات لديه فيخمدها، وهذه هي الطمأنينة التي حدثنا عنها الآية الكريمة.
إن العلاقة بين المادة والطاقة والتي اكتشفها آينشتاين منذ مئة سنة هي علاقة مهمة، فالمادة يمكنها أن تتحول إلى طاقة والعكس صحيح. ويمكن القول إن المادة هي تكثيف شديد للطاقة.
إن الله تعالى خلق الجن من النار والنار تتميز بالطاقة العالية، ولذلك استكبر إبليس عن السجود لآدم وقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف: 12]. من هذه الآية نستدل على أن الجن له طبيعة طاقوية أشبه بالحرارة والاهتزازات (موجات الطاقة) التي تنبعث من النار.
كيف يؤثر إبليس علينا؟
الشيطان له وسيلة تأثير بالاهتزازات أو الذبذبات غير المرئية، يقول تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. الشيطان يؤثر علينا بواسطة الذبذبات الشيطانية غير المرئية، وهذه الذبذبات لها ترددات عالية ولذلك نجد أن آخر سورة في القرآن ختم الله بها كتابه هي سورة الاستعاذة من الشيطان: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس].
لاحظوا معي أن هذه السورة تحوي حرف السين بنسبة كبيرة وحرف السين هو الحرف الأعلى من حيث تردده أي له تردد مرتفع جدأً، ولذلك نجده يتكرر 10 مرات في سورة تتألف من 20 كلمة أي بمقدار النصف وهذه أعلى نسبة لحرف السين في القرآن!!
كأن الله يريد أن يقول لنا احذروا الشيطان ووسوسته فهو عدو لكم فاتخذوه عدواً وتنبهوا له في كل لحظة، ولكن للأسف تجدنا غافلين عن هذا العدو الذي يتربص بنا، ولا نقوم بأي إجراء مع العلم أن الإجراءات التي جاءت في القرآن سهلة جداً أقلها أن تقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
كيف يؤثر الشيطان على خلايا دماغنا وطريقة تفكيرنا؟
إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرطيسية يمكن قياسها بأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات، ويقول العلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرطيسياً يحيط بالإنسان ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان).
والفكرة التي أود أن أطرحها هي أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع القرآن ويبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الكهرطيسية بطريقة مختلفة، وهذه الترددات تشكل مجالاً يحيط بالإنسان. وهناك ذبذبات لا يمكن رؤيتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحيط بالإنسان ويمكن أن أسميها "ذبذبات قرآنية" تشكل غلافاً حول الشخص الذي يقرأ القرآن.
إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن يقف كالسد المنيع أمام ذبذبات الشيطان التي يبثها ويوسوس بها، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهي أقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره. فعندما نقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق] يتشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله، فتفنيها وتبددها وبالتالي فإننا في حالة حرب مع هذا الشيطان، كما قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76].
وأعود فأقول إن هذه الأفكار هي وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ ولكن هناك الكثير من الشواهد القرآنية والآيات يمكن فهمها في ضوء العلم الحديث. فنحن المسلمون ينبغي أن ندعو غير المسلمين وهؤلاء أناس ماديون لا يفقهون إلا لغة العلم، ولكي نقرب لهم حقيقة الشيطان لابد من استخدام لغة العلم.
 
إن الأسلوب الذي يستخدمه الشيطان في التأثير على البشر هو الذبذبات الشيطانية غير المرئية ولكنها مؤثرة، وهي عبارة عن ترددات من نوع خاص، يؤثر بها على الذي لا يذكر الله تعالى، أما الذي يقرأ القرآن فإن صوت القرآن ينفر الشيطان ويبعده، وبالتالي كأن هناك حرب بين ذبذبات شيطانية أو صوت الشيطان وبين صوت الحق أو القرآن. والمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيط به، والله أعلم.
ما الذي يحدث عندما نقرأ آية الكرسي؟
ما الذي يميز آية الكرسي عن غيرها من الآيات؟ إنها أعظم آية في القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعند قراءة هذه الآية: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255] فإن كل حرف من حروفها له تردد خاص وعند اجتماع هذه الحروف فإنها تعطي ترددات خاصة نعتقد أنها تؤثر على الأشياء من حولنا!!
إن قراءة القرآن بشكل عام تؤثر على كل شيء سواء كان عاقلاً أم غير عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن كل شيء يسبح بحمد الله حتى الجبال والجبل كما نعلم هو تراب وصخور، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. ولذلك فإن الجدران من حولنا تتأثر بكلام الله والماء الذي نشربه يتأثر بكلام الله، والطعام الذي نأكله يتأثر بكلام الله ويتغير تركيبه، وإلا لماذا نهى الله عن أكل اللحوم التي لم يُذكر اسم الله عليها؟ يقول تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121].
الذبذبات المضادة!
كما قلنا إن الشيطان يستخدم ذبذبات يؤثر بها على أوليائه الذي يطيعونه، وكل من يعصي الله لابد أنه تأثر بهذه الذبذبات أو الوساوس، فالله تعالى يقول عن أسلوب الشيطان في الإغواء: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء: 64] ونحن نعلم أن الصوت هو ذبذبات تنتشر في الهواء، هذا الصوت الذي نعرفه، ولكن صوت الشيطان هو ذبذبات أيضاً ولكنها غير مرئية ولا يمكن قياسها أو معرفتها ولكنها موجودة ويمكن رؤية آثارها.
ولا يمكن أن نقاوم هذا الصوت الشيطاني إلا بصوت معاكس من خلال آيات من القرآن، لقد حدثنا الله تعالى أنه أثناء قراءة القرآن فإن حجاباً وحصناً يتشكل حول الإنسان يحول بينه وبين كل كافر ومنهم الشيطان، يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء: 45]. أي أن صوت القرآن يؤدي إلى تشكل ذبذبات تحيطك من كل جانب فلا يستطيع أحد أن يصل إليك!
كيف نعالج تأثير الشيطان
إنها عملية بغاية البساطة، انظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 200-201].
استخدام الماء لإبعاد تأثير الشيطان وأفضل استخدام للماء هو الوضوء، يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) [الأنفال: 11]. وبما أن المؤمن يتوضأ باستمرار فإنه لا يقربه الشيطان، ولا يؤثر به سحر أو حسد!
الاستعاذة بالله من شر الشيطان باستمرار، يقول تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 98-100].
وأخيراً يا إخوتي!  ليس عبثاً أن يختم الله أعظم كتاب على وجه الأرض بالمعوذتين: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وذلك بسبب أهمية هاتين السورتين، وكأن الله يريد أن يقول لنا إن الشيطان موجود في كل المناسبات وقد أنزلت لكم سورتين عظيمتين فيهما سلاح لكل شر.
وقد وجدتُ أن أفضل سلاح هو حفظ القرآن وأنصح كل أخ وأخت أن يبدأ منذ هذه اللحظة بحفظ القرآن، لأنك منذ اللحظة الأولى التي تقرر فيها أنك يجب أن تحفظ القرآن سوف يبدأ التغيير في حياتك، فكل الأمراض التي تعاني منها تختفي، كل المشاكل النفسية والاجتماعية تزول، كل الشر المحيط بك يتوقف لأنك عالجت السبب وهو الشيطان، فحفظ القرآن هو بحق إعادة لبرمجة خلايا دماغك، وهو صيانة وتأهيل لقلبك، وهو شفاء ورزق وسعادة وإبداع....
نسأل الله أن يرزقنا حفظ هذا القرآن عسى أن نلقاه وقد حفظنا كلامه في صدورنا ونكون من الذين قال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30].

أحبتي في الله! لقد صدرت فتاوى تحلل الموسيقى والغناء ويدعي أصحاب هذه الفتاوى أنه لم يصح عن النبي الكريم في حديث صحيح أنه نهى عن الاستماع إلى الموسيقى، بل جميع الأحاديث ضعيفة أو غير ثابتة... ويقولون إن الاستماع للموسيقى أمر محبب للنفس بشرط ألا تخدش الحياء بكلام فاحش وألا تثير الشهوات.
ولكن السؤال: هل هناك موسيقى لا تثير المشاعر والعواطف وأحاسيس الحب والهيام؟ إنك إذا سألتَ أي مؤلف موسيقي أو عازف أو مطرب ما هي الأغنية الناجحة، سيقول هي الأكثر إثارة وتهييجاً للعاطفة!
والحقيقة يا أحبتي أحدثكم كمجرب للموسيقى طوال سنوات مارستُ العزف والاستماع للموسيقى وتذوق الألحان وكنتُ أسهر الليالي في عزف العود وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة التي قمت بها للاستفادة من الموسيقى أو محاولة إيجاد فائدة واحدة فإنني لم أعثر على فائدة... إنما كلها ضرر وشرّ ومضيعة للوقت وتأثير سيء على الدماغ... كذلك الموسيقى تقودك للتدخين وأحياناً للهوى ... وغالباً إلى أصدقاء السوء... وربما الخمر وربما العشق... ولذلك لا خير فيها.
وعندما سمعتُ حديثاً للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فيه: (إنك لن تدع شيئًا لله - عز وجل - إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه) [رواه أحمد].. لقد أثر بي هذا الحديث كثيراً في ذلك الوقت فقررت ترك الموسيقى التي كانت تستهلك نصف وقتي بل أكثر، وسبحان الله، أبدلين  الله خيراً منها، إنه القرآن وعلم الإعجاز... وكان هذا العلم فعلاً خيراً لي في الآخرة وفي الدنيا أيضاً..
والنتيجة أنني أعتقد أن الموسيقى والغناء لا خير فيهما وإذا كانت هناك بعض الفوائد الطبية للموسيقى فإن الفائدة ليست في الموسيقى ذاتها بل في الترددات الصوتية التي تحدثها الموسيقى وتؤثر على دماغ الإنسان، وسوف نرى بأن أفضل ترددات صوتية للعلاج هي صوت القرآن الكريم.
تؤكد الأبحاث أن الاستماع إلى صوت بترددات محببة للنفس على شكل موسيقى مثلاً له تأثيرات كبيرة على النظام المناعي للمريض، هذا ما أثبتته دراسات كثيرة سوف نطلع على أحدثها الآن، ولكن قبل ذلك نقول بأن التجربة أثبتت أن الاستماع إلى القرآن بصوت مقرئ عذب تستسيغه النفس وتتأثر به، له أثر أكبر بكثير من الموسيقى التي تعتبر محرمة شرعاً... لأنها تشتت التفكير وتؤذي الأذن إذا كانت صاخبة.
والآن دعونا نتأمل هذه الدراسات الجديدة حول العلاج بالموسيقى:
العلاج بالموسيقى يساعد الأطفال على الكلام
قام أطباء في مستشفى لوس أنجلوس لجراحة العظام بتجربة العلاج بالموسيقى لمساعدة أطفال مصابين بالحنك المشقوق على الكلام. وأوضح الأطباء أن الحنك المشقوق ينتج عن عدم التحام أنسجة الفم بصورة كاملة مما يسبب التشوه وصعوبة في التحدث, وقد تساعد الجراحة في علاج هذه الحالة من الناحية الطبية وتحسين المظهر الشكلي للمريض, لكنها لا تحل مشكلة الكلام.
 
يرى العلماء أن العلاج بالموسيقى الذي استخدم لزمن طويل في معالجة المشكلات والاضطرابات السلوكية يساعد في تحسين قدرات التكلم عند الطفل المصاب بحنك مشقوق, ويتيح له الغناء أيضا عبر تفاعله مع الأفراد الآخرين، وتشجيعه على النطق السليم للكلمات ومخارج الحروف بتعليمه تمرينات خاصة بالمشكلات المتسببة عن حالته المرضية.
الموسيقى تخفف قلق مرضى التنفس الاصطناعي
وجدت دراسة حديثة أن الموسيقى من شأنها المساعدة على تخفيف خوف وقلق المرضى الذين يتنفسون اصطناعيا عبر الأجهزة في وحدات العناية المركزة، إذ تقلل من إجهادهم النفسي وحاجتهم للمهدئات.
 
توصل الباحثون بجامعة أوهايو إلى أن المرضى الموجودين بوحدات العناية المركزة، والذين يسمح لهم بالاستماع للموسيقى التي يختارونها متى أرادوا تنخفض مستويات القلق لديهم بنسبة 36% مقارنة بالمرضى الذين لا يستمعون للموسيقى.
الموسيقى لعلاج طنين الأذن
توصل فريق ألماني إلى كشف جديد يوصي باستخدام الموسيقى كعلاج يخفف من أعراض طنين الأذن المزمن الذي يصيب الملايين من الناس في أنحاء العالم. فكما هو معروف تشير الدراسات العلمية إلى أن ارتفاع معدل الضجيج في المدن الكبرى يساهم في الإصابة بمرض طنين الأذن الذي يؤثر أساسا على الأشخاص متوسطي العمر وكبار السن كما يحدث في الدول الغربية حيث يعاني نحو 20% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و65 عاما من أعراض تتضمن أصوات دقات أو أزيزا مستمرا في الأذنين.
 
يقول العلماء: من خلال تدريب المخ على الاستماع فقط إلى الترددات الجميلة، تبين أن التأثير الجانبي الإيجابي يتمثل في أن المخ يعطي اهتماما أقل لأعراض الطنين.
الموسيقى تؤدي إلى خفض ضغط الدم أثناء جراحة العيون
توصل بحث جديد إلى إمكانية إسهام الموسيقى وبشكل كبير في خفض ضغط الدم والشعور بالإجهاد أثناء إجراء العمليات الجراحية لعيون المرضى المتقدمين في السن. وقال الدكتور كارن ألن من جامعة ولاية نيويورك في بافلو الذي رأس الدراسة التي خلصت إلى هذه النتيجة "يؤدي الاستماع إلى الموسيقى إلى خفض الارتفاع في ضغط الدم والناتج عن الإجهاد والقلق من العملية الجراحية ولمستويات طبيعية".
 
لقد فوجئ العلماء أثناء العملية بعودة ضغط الدم لمعدلاته الطبيعية بعد مضي خمس دقائق على الاستماع للموسيقى، في حين لاحظ الباحثون أن ضغط الدم استمر بالتصاعد أثناء إجراء العملية للمرضى الذين حرموا من الموسيقى.
الموسيقى مفيدة للقلب
كشفت دراسة طبية جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع البطيء أو التأملي لها تأثير ملطف على الأشخاص وأنه يبطئ تنفسهم وضربات قلوبهم في حين أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع الأسرع لها تأثير عكسي حيث تؤدي إلى زيادة التنفس وعدد ضربات القلب.
وتدعم هذه النتائج التي تظهر في دورية القلب عدداً متزايداً من الأبحاث بشأن الفوائد الصحية المحتملة للموسيقي فيما يتعلق بتخفيف حدة التوتر. وقال باحثون من جامعة أوكسفورد في بريطانيا إن أبحاثاً أخرى أظهرت أن بإمكان الموسيقى تخفيف التوتر وتحسين أداء الرياضيين وتحسين حركة المرضى المعوقين عصبيا بسبب جلطة في المخ أو مرض الشلل الرعاش بل حتى زيادة إنتاج الألبان في الماشية.
 
وجد العلماء أن الإيقاع الأبطأ وتوقف الموسيقى لفترة وجيزة يساعدان على الهدوء، وأن توقف الموسيقى لمدة دقيقتين أثار بشكل فعلي حالة من الاسترخاء بشكل أكبر مما لوحظ قبل بدء الأشخاص الاستماع إلى التسجيلات الموسيقية. وتكهن فريق البحث بأن الموسيقى قد تثير البهجة كنتيجة للتغيير الموجّه بين الإثارة والاسترخاء. كما خلصت الدراسة الحالية إلى أن الانتقاء المناسب للموسيقى والتبديل بين الإيقاعين السريع والبطيء بالإضافة إلى فترات استراحة بينهما يمكن أن يستخدم للحصول على الاسترخاء وربما يكون مفيدا في أمراض القلب والسكتة الدماغية.

ترددات صوتية من القرآن
لقد أشار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أهمية التغني بالقرآن فقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) [رواه البخاري]، والتغني هو تحسين الصوت والتجويد وعدم الشذوذ في النغمة الموسيقية أو ما يسمونه المقامات الموسيقية، والخشوع والتأثر بكلام الله تعالى...
فالقرآن يتميز بأنه فريد من نوعه، فلا يوجد أي كلام يشبه القرآن فهو ليس شعراً وليس نثراً وليس كلاماً أدبياً وليس رواية أو قصة... إنما ينفرد بأسلوبه وألفاظه ومعانيه ودلالاته ولكلمات القرآن إيقاع خاص مهدئ للنفس ومناسب للترددات الكهرطيسية التي يصدرها الدماغ.
وأكرر دائماً للأسف الشديد أنه ليس لدينا دراسات إسلامية حول تأثير ترددات القرآن على المرضى... وذلك بسبب تقصيرنا وإنفاق أموال المسلمين في أشياء لا تنفع... بينما نجد غير المسلمين ينفقون أموالهم على العلم والبحث العلمي، ولذلك نلجأ دائماً للتجارب الشخصية على أمل أن يأتي من يقوم بمثل هذه التجارب بشكل علمي.
تجربة خاصة
من خلال تجربتي مع الموسيقى ومع القرآن لاحظت فارقاً كبيراً في التأثير، فعندما تستمع لصوت القرآن وبخاصة بصوت مقرئ محبب للنفس فإن خلايا الدماغ تتفاعل مع هذا الصوت القرآني العذب، وتشعر وكأن كل خلية من خلايا جسدك تنشط ويتم برمجتها من جديد وتشعر بقوة ونشاط وهدوء نفسي واستقرار للقلب في دقاته.
عندما تستمع للموسيقى أو الغناء المصحوب بالموسيقى لفترة طويلة تحس بشيء شاذ في أذنيك وتبقى النغمة تتردد وتشوش عليك تفكيرك، وينخفض لديك التركيز وبخاصة الأغاني الصاخبة. بينما عندما تستمع للقرآن لفترات طويلة جداً تشعر بقوة تركيز في عقلك وأنك بحاجة للمزيد.
والسبب أن صوت القرآن ليس مجرد ترددات صوتية أو ذبذبات موجية، إنما هناك آيات وخشوع وأحداث وتفاعل كبير لدماغك مع عبارات القرآن مما يجعلك أكثر هدوءاً وأكثر راحة نفسية مما لو كنت تستمع للموسيقى.
لقد رأينا في الدراسات السابقة أن الموسيقى المتقطعة أكثر فاعلية من الموسيقى المتواصلة، والقرآن يتميز بهذه الميزة أن هناك فترات توقف بين الآيات وبخاصة القرآن المجود، حيث يتلو القارئ الآية ثم يتوقف عدة ثوان ثم يتلو الآية التالية ويتوقف وهكذا... فهذه الفترات مفيدة لتخفيض ضغط الدم وتنظيم عمل القلب.
كذلك فإن الأغاني تثير في الإنسان ذكريات أليمة أو قد تثير عاطفته بسبب كلمات الأغنية المليئة بالحب والغرام والعذاب وألم الحبيب وفراقه لحبيبه... بينما يثير القرآن في داخلك الإحساس بالقرب من الله عز وجل، ويزيل عنك المشاكل ويجعلك تنسى هموم الدنيا ويجعلك تعيش في جو الآخرة... فتهون عليك مشاكل الدنيا وأحزانها وتشعر بفرح وسرور وقوة واطمئنان... قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
 
وجدنا من خلال دراسات وتجارب خاصة أن الاستماع إلى القرآن الكريم وفق الشروط التالية (خشوع – تدبر – لفترات طويلة في الليل والنهار)، يؤدي إلى إبطاء التنفس مما يمكن أن يزيد من امتصاص الجسم للأوكسجين. تريح عضلات المعدة، وتسمح للهواء بالتدفق إلى الجزء العلوي من الجسم بأكمله، وبعدها استخدام العضلات نفسها للمساعدة على الزفير. كما يمكن أن يخفف من ضيق التنفس ويحسن نوعية الحياة بشكل كبير. وأخيراً يؤدي إلى التخفيف من نوبات الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة.
وأخيراً ومن خلال تجربتي مع القرآن فإنني أؤكد أن الاستماع للقرآن بخشوع وتدبر ولفترات طويلة من اليوم والليل وبخاصة قبل النوم وبعد الاستيقاظ، هذا الاستماع المتكرر يعيد برمجة خلايا الدماغ والقلب وينشط النظام المناعي للجسم ضد جميع الأمراض بدءاً من الاكتئاب وانتهاء بالسرطان... كل مرض تتصوره فإن الاستماع للقرآن بالشروط السابقة (فترة طويلة – خشوع – تدبر) سوف يشفيه أو يخفف منه...

تأملات إيمانية

[تأملات إيمانية][fbig1]

دروس ومحاضرات

[دروس ومحاضرات][slider2]

يتم التشغيل بواسطة Blogger.