Halloween party ideas 2015

كل شيء من حولنا في عالم المخلوقات يؤكد أن الله خالق كل شيء، وأن المصادفة لا يمكن أن تتدخل في عملية الخلق بعكس ما تدعيه نظرية التطور.. لنشاهد....


حلقات من برنامج أفلا تتفكرون... 

مع الله







دائماً تلفت انتباهنا اكتشافات جديدة تثير دهشة العلماء وحيرتهم، ولكن إذا تأملنا كتاب الله نجد حديثاً عنها، ومن آخر الاكتشافات أن النبات يتألم ويفرز مادة مسكنة.

أخيراً أثبت العلماء أن النبات يشعر ويتألم بل ويخاطب النباتات من حوله؟ وربما تكون حادثة حنين جذع النخلة للنبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الحوادث التي انتقدها المشككون والملحدون، حيث قالوا: هل يعقل أن النبات يشعر ويحن ويتألم؟

ولكن والحمد لله جاء الجواب من باحثين أمريكيين (غير مسلمين) ليؤكدوا أن النبات لديه إحساس بالألم، بل ويفرز مادة مسكنة لألمه، بل ويحذر بقية النباتات من الأخطار بواسطة مادة يفرزها!

فقد شعر الباحثون العاملون في مركز مراقبة الأجواء الأمريكي بالدهشة عندما اكتشفوا أنّ النباتات "المريضة" تنتج مادة كيميائية شبيهة بالأسبرين، يمكن العثور عليها في الجوّ المحيط بالنبتة. ويمكن لهذه المادة أن تكون جزءاً من نظام مناعة تساعد على حماية النباتات، وفق ترجيحات الباحثين.

ويزيد الاكتشاف من احتمالات أن يصبح المزارعون قادرين، بفضل ملاحظة هذه المادة، على مراقبة "صحة" نباتاتهم في المراحل المبكرة من إصابتها بعوارض إصابتها بتغيّر مناخي أو غزو من الحشرات أو غيرهما.

وحتى الساعة، ليس بإمكان المزارعين التأكد من وجود مناخ غير صحي يحيط بنباتاتهم إلا بملاحظة مؤشرات يمكن رؤيتها بالعين المجردة مثل أغصان أو ألياف ميتة. وقال الباحث طوماس كارل "على خلاف البشر، الذين يتمّ توجيههم بتناول الأسبرين كمضاد للحمى، للنباتات القدرة على إنتاج أسبيرينها، بواسطة إفراز بروتينات تعزّز النظام البيوكيميائي الدفاعي، وبالتالي تخفيف الإصابة. إن عمليات القياس التي أجريناها تظهر كميات مهمة من المادة الكيميائية حيث يمكن العثور عليها في الأجواء المحيطة بنباتات توجد في مناخ غير صحي."

وفي الوقت الذي أيقن فيه الباحثون أنّ النباتات أنتجت في المختبرات شكلا من الأسبرين يعرف باسم "ميثيل ساليسيليت" غير أنّهم لم يبحثوا عنه مطلقا في الغابة أو المزارع. غير أنّ الباحثين أيضاً، عندما أقاموا نظام قياس في مزرعة قرب ديفيس في كاليفورنيا، بهدف مراقبة الانبعاثات الصادرة عن النباتات الموجودة هناك والتي يمكن أن تلوّث البيئة، عثروا على كميات مهمة من مادة "ميثيل ساليساليت."

كما سبق لدراسات مماثلة أن خلصت إلى أنّ النباتات التي تتناولها الحيوانات، تنتج بدورها مواد كيميائية يمكن أن تستشعرها النباتات القريبة منها. وتمّ العثور على هذه المادة في أجواء مزرعة تعرضت نباتاتها لتغيرات في الطقس حيث تراوحت بين برودة في الليل أعقبتها زيادات كبيرة في درجات الحرارة أثناء النهار. وزيادة على الحصول على وظيفة تشبه النظام الدفاعي، يمكن للمادة الكيميائية أن تكون طريقة تستخدمها النباتات للتواصل مع جيرانها، وبالتالي تحذيرهم من تهديد ماثل. وقال الباحث ألكس غونثر إنّ النتائج تقودنا إلى الحصول على دليل يثبت تواصل النباتات بين بعضها البعض.

 

لقد زود الله هذه الورقة بأجهزة حساسة يستطيع أن يشعر بما يدور حوله، والنبات يتأثر بكلام الله تعالى، ومع أنه لا توجد أبحاث علمية حقيقية حول ذلك، إلا أنني أعتقد جازماً أن النبات يتأثر بكلام الله ويزاد نموه، وحتى نوعية الثمار تتغير وتزداد طاقة النبات لدى سماعه لآيات القرآن، وهناك بعض الأبحاث عن تأثير الصوت على النبات تؤكد هذه الحقيقة، ولكن هذه الأبحاث غير موثقة حتى هذه اللحظة، ونتمنى من علماء النبات المسلمين أن يقوموا بتجارب على النبات وسوف تكون النتائج مبهرة!

وأمام هذه الحقيقة لا نملك إلا أن نقول سبحان الله! فمّن الذي علم النبات إفراز هذه المادة المسكنة أثناء تعرضه للألم؟ ومَن الذي زوَّده بهذه الأجهزة الدقيقة لإفراز المواد الكيميائية لتحذير الآخرين أثناء الإحساس بالخطر؟ إن الذي خلق النبات وزوده بهذه العجائب، قادر على جعل الجذع يحنّ ويئن إلى فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم!

لقد أشار القرآن في آية عظيمة إلى أن كل شيء يسبح بحمد الله، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. وهناك آية أخرى يخبرنا فيها رب العالمين أن كل شيء ينطق، يقول تعالى عن كلام الجلود يوم القيامة: (قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. فهذه الآيات كانت مدخلاً للمشككين في الماضي، ولكنها اليوم وبعد هذه الاكتشافات تعتبر من آيات الإعجاز العلمي وهي دليل مادي ملموس على أن هذا القرآن ليس من تأليف بشر!

من أحدث الاكتشافات في عالم النبات أن النبات لديه قدرة في الدفاع عن نفسه ضد الحشرات أو الخطر... لنقرأ........

استغرب بعض الملحدين من قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء: 44]، فكيف يمكن لمخلوق مثل النبات أن ينطق ويسبح بحمد الله تعالى؟ ولذلك فقد سخَّر الله علماء من الغرب لدراسة النبات لمدة طويلة وكانت النتائج مذهلة!

1- النباتات تصدر ترددات صوتية: وهذه نتيجة جديدة وجدها العلماء حيث أثبتوا أن مادة DNA داخل كل خلية تهتز وتصدر صوتاً لا نفهمه ولكن يمكن قياسه وتسجيله بالأجهزة الدقيقة. وقد يكون هذا الصوت تسبيح لله تعالى... فنحن نسمع ولكن لا نفهم ولا نفقه: (وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).

2- للنبات "دماغ" و"جهاز عصبي" يستخدمه للدفاع عن نفسه! فبعد مراقبة العلماء الألمان للنبات وجدوا أن نبات التبغ مثلاً عندما تبدأ الحشرات بأكل أوراقه يفرز مادة النيكوتين السامة مما يضطر الحشرة للابتعاد والهروب!

وجد العلماء حديثاً أن النبات يفرز مادة سامة أو روائح كريهة لإبعاد الخطر عنه، وذلك عندما تأتي الحشرات لتأكل من أوراقه. ويحتار العلماء من أين يأتي النبات بالمعلومات وكيف يتمكن من إفراز المادة السامة، إنه بالفعل مخلوق ذكي وليس جامداً كما نظنه من قبل!

3- في نباتات أخرى أجرى العلماء تجارب عرضوا فيها أوراق النبات للأكل من قبل الحشرات، وكانت النتائج مذهلة وغير متوقعة! فقد أصدر النبات مادة عطرية رائحتها تجذب الحشرات الكبيرة! ولكن لماذا يصدر النبات رائحة عطرية وهو في حالة الدفاع عن نفسه؟

المذهل في الأمر أنه من خلال هذه الرائحة تدرك الحشرات الكبيرة وجود حشرات صغيرة فتأتي لتأكلها وتنقذ النبات منها... لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!

يقوم النبات بإفراز مادة عطرية تجذب الحشرات الكبيرة مثل النمل، فتعلم من خلال هذه الرائحة أن هناك وجبة دسمة على سطح هذه الورقة فتأتي النملة على الفور وتهاجم الحشرة الصغيرة وتأكلها وبالتالي تخلص النبات منها... انظروا إلى هذه الطريقة الرائعة في الدفاع عن النفس! ألا تجعلنا نسبح الخالق العظيم تعالى؟

ويبقى السؤال: مَن الذي علم هذه النباتات وهداها للدفاع عن نفسها؟ ومن الذي سخر لها هذه الوسائل والقدرات فهي تعرف ماذا تفعل، وتعرف كيف تدافع عن نفسها، وتعرف ما هي المادة الواجب إفرازها بما بتناسب مع حجم الخطر المحدق بها... كل هذه التقنيات الدقيقة، كيف تعلمها النبات ومن الذي خلق له هذه الإمكانيات... بلا شك إنه الله القائل: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50].

والآن بعدما رأينا هذه الإمكانيات الكبيرة والذكاء الذي يتمتع به النبات، هل نستغرب أن يسبح النبات بحمد ربه شكراً له على أن سخر له هذه الطرق للدفاع عن نفسه، سخر له أسباب الرزق؟

لا يكاد المرء يميز أيها أطيب مذاقًا ونكهةً وأجمل نضرةً، فالكل في الحسن أتراب، وفوق ذلك غَيْرَ مُتَشَابِهٍ لبالغ تعدد أنواعه؛ رحمة واسعة وعطاء وفير لا ينفذ ولا يفوت إدراكه على فطين؛ يحكي للبصير بديع صنع القدير!.
 تَطرق المسامع براهين الوحدانية ودلائل التَّفَرُّد والاقتدار؛ ناطقة بتدبير واحد أحد قدير، لتستنطق الفطين؛ أيكون كل هذا النظام المحكم في كل التنوعات والأسس واحدة بلا سبق تقدير ومشيئة نافذة واحدة!: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ. وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 95-99].
 

وفي ثنايا العرض يفوح شذى الإخبار بالغيب قبل اكتشاف المجهر والمرقاب وتقدم العلوم؛ يخرج الجنين داخل الحب والنوى تحيطه مواد غذائية ميتة؛ ومع اكتمال النبات تصنع في البذور مواد غذائية ليتغذى عليها لاحقاً جيل جديد لم يعاين الحياة بعد، ليس هذا صدفة لا تتكرر؛ وإنما هو سبق إعداد يتكرر على الدوام لم يبتدعه نبات، مثال صارخ على سبق التقدير وحكمة التدبير، وبالمثل يتفق التعبير باسم الفاعل (فَالِقُ) الدال على الصفة الملازمة والصيغة الفعلية (الْإِصْبَاحِ) مع دوام حركة الأرض حول نفسها فيتجدد نشاط الأحياء كل صباح بعد راحة وسكون في الليل، وكذلك تتحرك الشمس يوميا وسنويا ويتحرك القمر شهريا؛ والكل يجري بتقدير محسوب واتزان مقدور، والحكمة ظاهرة كذلك في الأبعاد العظيمة للنجوم لتبدو علامات ثابتة يهتدي بها السائر والمبحر إذا تعذر سواها، والتعبير (وهو الذي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا) [الأنعام: 96] جعل سكونها ظاهري ونسبه لهم، وعند التجرد من النسبة لهم؛ فالنجوم أيضا مسخرات كمواشي الساقية تدور لا يُمكنها تجاوز الطريق المُسبق الإعداد (وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ) [الأعراف:54].

فالكل بتدبير وغاية الإتقان سواء كان ذريرة أو إنسان؛ ووحدة النظام ونمط التصميم شاهد عدل على وحدانية المُبدع القدير، وكبادرات النبات واحدة الهيئة بلا تميز للجنس إلا بعد إتمام الإنبات، كذلك جنس الإنسان لا يتميز داخل الأرحام إلا بعد الإنبات؛ فتبدو هيئة كل من الذكر والأنثى "نفس واحدة" تسمى علميا بالمرحلة غير متميزة الجنس Gender Indifferent Stage وفي بداية الشهر الثالث من إخصاب البويضة يظهر عضو الذكورة بالجنين بسبب إفراز هورمون الذكورة Testosterone؛ وإلا بقي على هيأته الأنثوية وتأكدت الأنوثة في بداية الشهر الرابع، وتبقى الأثداء في كبار الذكور أولية كمعلم يشهد بوحدة الأصل.
 
شيئا فشيئا ينمو الجنين غير متميز الجنس؛ وعقب الأسبوع الثامن من الإخصاب
تتضح الذكورة بظهور عضو الذكر أولا؛ وإلا بقي على هيئة الأنثى وتأكدت أنوثته. 

وفي غير موضع بالقرآن الكريم يرد تعبير "نفس واحدة" في سياق بيان نشأة جنس الإنسان وتكون الذكر أولا؛ ويغشى الأنثى لاحقا ويتزاوجان لتعمر الأرض بالإنسان "خلائف" تتلاحق أكثرها غافل عن دلائل وحدانية العلي القدير، وفي موضع انتهى بشرك الإنسان؛ لم يملك معه المحققون غير صرف تعبير "نفس واحدة" على تاريخ جنس الإنسان: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الأعراف: 189-190].

قال القرطبي [ج7 / ص297]: "هذا راجع إلى جنس الآدميين..، فقوله: {جعلا له} يعني الذكر والأنثى الكافرين ويعنى به الجنسان، ودل على هذا {فتعالى الله عما يشركون} ولم يقل: يشركان. {هو الذي خلقكم من نفس واحدة} من هيئة واحدة وشكل واحد {وجعل منها زوجها} أي من جنسها، {فلما تغشاها} يعني الجنسين". وقال أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن [ج1 /ص413]: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة، ومن هيئة واحدة وشكل واحد، وجعل منها زوجها؛ أي من جنسها، {فلما تغشاها} يعني الجنسين". وقال أبو إسحاق الثعلبي [ج5 / ص494]: "عني بهذا من أشرك من ذرية آدم.. ويدل عليه جمعه في الخطاب؛ حيث قال: {هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}, ثمّ قال: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا}.. يعني فلما تغشى الرجل منكم امرأته". وقال الرازي [ج7 / ص329]: "كأنه تعالى يقول: هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة.. فلما تغشى الزوج زوجته.. وآتاهما الله ولداً صالحاً سوياً جعل الزوج والزوجة لله شركاء". وقال الشوكاني [ج2 / ص400]: "معنى {من نفس واحدة}: من هيئة واحدة وشكل واحد، {وجعل منها زوجها}.. {فلما تغشاها} يعني جنس الذكر جنس الأنثى؛ وعلى هذا لا يكون لآدم وحواء ذكر في الآية وتكون ضمائر التثنية راجعة إلى الجنسين". وقال الألوسي [ج9 / ص140]: "عاد قوله سبحانه وتعالى {فتعالى الله عما يشركون} إلى الجميع، ولا تعلق للآية بآدم وحواء عليهما السلام أصلا.. واختار ابن المنير هذا، وهو أن يكون المراد جنسي الذكر والأنثى. ثم قال: وكأن المعنى والله تعالى أعلم: هو الذي خلقكم جنسا واحدا. فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر الجنس الذي هو الأنثى جرى من هذين الجنسين كيت وكيت". وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمهم الله تعالى جميعا) في فتاويه [ج10/ ص74-84]: "الآية وحدها دالة على أن قوله {خلقكم من نفس واحدة} أي من جنس واحد (قبل تبين الذكورة والأنوثة). وبهذا التفسير الواضح البين يسلم الإنسان من إشكالات كثيرة.. وقوله تعالى: (فتعالى الله عما يشركون) بضمير الجمع؛ ولو كان آدم وحواء لقال (عما يشركان). وعلى هذا فيكون تفسير الآية: أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا" ويكفي هذا القدر ليترسخ لديك اليقين بسلامة حمل التعبير (نفس واحدة) على الأصل الواحد للجنسين.
فالنفس البشرية إذن موضوع الحديث؛ بنية واحدة غير متميزة الجنس تنمو فتتميز الذكورة في عملية إبداعية مقدرة، وإلا تأكدت الأنوثة؛ وباكتمال التكوين يخرج الإنسان ليكبر ويبلغ في دنيا له فيها مستقر مؤقت، ويتزاوج الجنسان لتنشأ ذرية تخلفه قبل رحيله ليستقبله القبر ويستودع فيه؛ وإن طالت الأيام وديعة مؤجلة يأتي الحين ليفتح الستار على عالم الحساب لتُسترد. تلك هي قصة الإنسان وكل حي أوجزتها بلاغة تُخاطب النُّبَهَاء بعلم القدير، يقول العلي القدير: ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ [ البقرة:36]  ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: 6].       
قال النيسابوري [1/ 407]: "(وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها): في حياتها وموتها". وقال البغوي في المختصر [4/ 420]: "مُسْتَقَرَّهَا: الْمَكَانُ الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ، وَتَسْتَقِرُّ فِيهِ لَيْلًا وَنَهَارًا، وَمُسْتَوْدَعَهَا الْمَوْضِعُ الَّذِي تُدْفَنُ فِيهِ إِذَا مَاتَتْ"، وقال ابن جزى [1/ 492]: "المكان في الدنيا والمستودع القبر". وقال الماوردي: "مستقرها حيث تأوي؛ ومستودعها حيث تموت". وبالمثل موت الإنسان قدر محتوم ولا إفلات. قال الماوردي [2/ 148]: "(فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَودَعٌ) فمستقر في الأرض، ومستودع في القبر".

والحال إذن مراحل مقدرة متعاقبة: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ حيث أفاد حرف فاء (فَمُسْتَقَرٌّ) على التعقيب بعد مرحلة إنشاء في الأرحام، فتعين أن المستقر هو موطن حياة كل إنسان من الجنسين قبل أن يُستودع في القبر، ودلالة حرف الواو في (وَمُسْتَوْدَعٌ) على المُصَاحَبَة تجعل حياة الإنسان على الأرض قصيرة يلحقها الموت سريعًا؛ وكأنها لم تكن، وفي مقام بيان طلاقة القدرة والعلم؛ لك أن تُرَوِّعُكَ بلاغة الحكيم بإحالة الإيجاز على المقام وقرائن السياق لتفيض بجزالة الدلالات.

 
اكتساب البادرات الغضة البيضاء اللون الأخضر نتيجة تكون مادة الخضر أساس تكون الثمار.

وأما التعبير الوصفي (خَضِرًا) في بيان أساس انتاج الثمار بعد الإنبات فتشرح آليته اليوم مراجع علمية: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 99] و(خَضِرًا) تعبير وصفي نكرة، أفاد اكتساب الأوراق اللون الأخضر الظاهر للعيان؛ ونَسبه إلى خضاب أخضر لا ترقبه عين؛ كشفته المجاهر حديثًا، وسموه كلوروفيل Chlorophyll، وهي كلمة أصلها يوناني وتعني خضر أو يخضور؛ أي خضاب أخضر.
 
مع تنامي البادرات يتكون الخضاب الأخضر في محافظ (بلاستيدات) داخل خلايا أوراق النبات؛ فيكسبها اللون الأخضر.وأصبح معلومًا بيقين؛ أن الخضر أساس تكوين جميع الثمار وماكينة صنع سلاسل الغذاء؛ وبدونه تهلك الحياة على الأرض، وهو مُعَد ليوظف طاقة الشمس في عملية التخليق الضوئي Photosynthesis أو الخضبي؛ على تجميع عناصر التربة وثاني أكسيد الكربون الجو لتكوين السكر والمواد العضوية، مصانع تعمل بكفاءة لتكفل بقاء الحياة ولا يضاهيها مصنع أقامه إنسان، قد أَعَدَّهَا القدير بإحكام، وإلاَّ فأي صدفة أنشأتها بقصد وهي بلا إرادة ولا تتكرر بانتظام، وهل هي إذن حنكة الثوب أم حكمة الحائك!.
 

 كل الحبوب إذن والفواكه والخضروات أساسها خضاب الخضر، ويرد التعبير مُوَسَّعًا ليشمل كل نبات: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ وينسب صريحًا تَكَوُّن زُمرة مُوَسَّعَة من الحبوب وأشهر الثمر إلى الخضر: ﴿فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ﴾ إخراجٌ يُمَهِّد لإخراج يليه في عمليات مُقَدَّرَة لا تصنعها صدفة، وكما يستقيم عود ضمير (فَأَخْرَجْنَا بِهِ) على لفظ (مَاءً)؛ يستقيم عود ضمير (نُخْرِجُ مِنْهُ) على لفظ (خَضِرًا) فيجعله أساس كل ثمر، وتلك حقيقة علمية تمثل مأثرة فنيت في بلوغها أعمار.  

وإذا عَزَّت عليك دلالة فتأمل بقية المواضع لتجد منظومة تتباين فيها الجوانب ويتنوع الأسلوب في تآلف وتكامل بلا تناقض؛ وتلك ميزة يتفرد بها القرآن الكريم دون كل ما ينسب سواه اليوم للوحي، وفي التعبير: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ يتعلق السياق بدلائل الإيمان وفق ما دل عليه التعقيب صريحًا: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ وفي المقام توسع وتعديد للثمار واستغراق في التفصيل لترسيخ التنويع بيانًا للقدرة الفائقة؛ فناسبه التعبير بلفظ (ذَلِكُمْ) للتفخيم والتأكيد بدلا عن (ذلك) وبدلا عن بيان مجرد التشابه ناسبه ترسيخ التنويع بلفظ (مُشْتَبِهًا) لبيان صعوبة تمييز أصناف الثمر الواحد؛ خاصة الزيتون والرمان، رغم ندرتهما في البيئة العربية.  

ومثيله: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام:141] وهو أقل توسعًا؛ فناسبه الاكتفاء ببيان اختلاف الأُكل وتنويع الثمر بلفظ (مُتَشَابِهًا)، ويعني مجرد التقارب والتماثل في وجوه بخلاف لفظ (مُشْتَبِهًا)!.
 

فقد يتوهم البعض أن سؤال الإنسان أين الله سؤالا مبتدعا
ويظهر خطأ هذا الظن عندما تعلم أن رسول الله سأله بنفسه فقال أين الله
مختبرا بسؤاله إيمان المسئول فلما أجاب المسئول إجابة قادته إليها الفطرة السليمة وقال في السماء
فأقر الرسول بالإجابة ورضي بها
ولو كانت الإجابة منقوصة أو مزيدة أو بها خطأ لصحح للسائل وقد علمنا أن رسول الله لا يسكت على خطأ أو منكر قط
والدليل على كلامي هو حديث صحيح لرسول الله
في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال لطمت جارية لي فأخبرت رسول الله فعظم ذلك علي فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال بلى ائتني بها قال فجئت بها رسول الله فقال لها أين الله قالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي بجارية سوداء أعجمية فقال يا رسول الله أن علي رقبة مؤمنة فقال لها رسول الله أين الله فاشارت بأصبعها السبابة إلى السماء فقال لها من أنا فاشارت بأصبعها إلى رسول الله وإلى السماء أي أنت رسول الله فقال اعتقها .
إن هذين الحديثين الصحيحين يكفيان جدا وحدهما ليعلم المسلم أن القول بأن الله موجود في كل مكان (وما يتبع ذلك من إيمان بحلول الله داخل مخلوقاته واتحاده معها ثم رفع منزلة تلك المخلوقات إلى الألوهية وتسبيحها ) أو القول الثاني بأن الله موجود بلا مكان لم توافق الصواب خصوصا وأنها عارضت جميع النصوص المنقولة وكذلك العقل والمنطق جميعا ..

وعلى أي حال فأسأل الله أن يعيننا على الإلمام بهذا الموضوع بشيء من التفصيل.
وقد اخترت أن ابدأ بهذه المشاركة البسيطة ثم يبقى باقي الموضوع مخصصا للإجابة عن أي سؤال يطرحه القارئ سواء كان من النصوص في القرآن والسنة أو حتى من التفكير المنطقي
بشرط صغير سأذكره في المشاركة التالية إن شاء الله تعالى
وليس الشرط من باب التضييق ولكن من باب الوصول مع المخالف لنقطة اتفاق.
وأخيرا أيضا سأطرح باقة من الأسئلة التي طرحها بعض الناس فعلا حول هذه النقطة مع الرد عليها إن شاء الله
عسى الله أن يهدي بها التائهين
وجزاكم الله خيرا



انما ما استفسر عنه مكان وجود الله؟ أنا اعلم أن الله فى كل مكان؟


أولا: نؤكد على أن الإيمان بوجود الله فى كل الوجود لا يتطلب معرفة كيفية ذلك لأن ذلك يعد تدخلا فيما يتعلق بذات الله أو بنفسه وهذا هو المحظور ﴿ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير﴾ فهو سبحانه ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير﴾ وبالتالى فلا تعنينا الكيفية ولكن يعنينا ما فسره بعض المفسرين عن وجوده فى كل الوجود بوجود القدرة ووجود العلم ... ونقول أن قدرته سبحانه وتعالى أكبر من علمنا وفهمنا ولذا وجب علينا الإيمان بوجوده فى كل الوجود دون أن نفهم أو نعلم كيفية ذلك مثلما نؤمن به ولم نراه.
ثانيا: الدلائل من الكتاب والسنة على وجود الله فى كل الوجود وقربه من عباده كثيرة لا تعد ... وسنورد هنا منها بعضها على سبيل المثال وليس الحصر:
·  أخرج ابن مردويه والبيهقى عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله : (إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله تعالى معه حيث كان).
·  يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم﴾ فهو سبحانه موجود فى كل الوجود.
·  ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾ قوله تعالى: ﴿ادعوا ربكم﴾ هذا أمر بالدعاء وتعبد به. ثم قرن جل وعز بالأمر صفات تحسن معه، وهى الخشوع والاستكانة والتضرع. ومعنى ’خفية’ أى سرا فى النفس ليبعد عن الرياء؛ وبذلك أثنى على نبيه زكريا عليه السلام إذ قال مخبرا عنه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا﴾ ... وكل هذا يدل على أن الله قريب من كل الناس يسمع سرهم ونجواهم.  
·  وقد استدل أصحاب أبى حنيفة بهذا على أن إخفاء ’آمين’ أولى من الجهر بها؛ لأنه دعاء. ونحوه قول النبى : (خير الذكر الخفى وخير الرزق ما يكفى). والشريعة مقررة أن السر فيما لم يعترض من أعمال البر أعظم أجرا من الجهر. قال الحسن بن أبى الحسن: لقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض عمل يقدرون على أن يكون سرا فيكون جهرا أبدا. ولقد كان المسلمون يجتهدون فى الدعاء فلا يسمع لهم صوت، إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم... ومعنى ذلك ليس أن الله قريب منهم فحسب ولكنهم كانوا يشعرون قربه.
·   يقولتعالى: ﴿أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت﴾ أى حفيظ عليم رقيب على كل نفس منفوسة يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر ولا يخفى عليه خافية ﴿ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه﴾، وقال تعالى: ﴿وما تسقط من ورقة إلا يعلمها﴾، وقال: ﴿سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار﴾، وقال: ﴿يعلم السر وأخفى﴾، وقال: ﴿وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعلمون بصير﴾ ... كل هذه الآيات تدل على وجود الله فى كل مكان وهو يشهد على خلقه ويرى سرهم وعلنهم ... ولا تعنى عدم قدرتنا على إدراكه أنه غير موجود معنا ... كما لا يعنى وجوده معنا امتزاجه معنا بالحلول والاتحاد والعياذ بالله بل كما أسلفنا لا دخل لنا بالكيفية ولا يعجزه سبحانه وتعالى أن يفعل كل ذلك وما هو فوقه دون أن نحيط به علما بل ﴿الله من ورائهم محيط﴾.
·   ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿هو الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير﴾ ... وهذا معنى واضح لا يحتاج تفسير على قرب الله من عباده ووجوده معهم ولا تعارض بين ﴿استوى على العرش﴾ وبين ﴿وهو معكم﴾ فهذا هين يسير فى قدرة الله عز وجل.
·   يقول الإمام الطبرى فى قوله ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم.
·   ويقول بن كثير فى قوله ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾: أى رقيب عليكم شهيد على أعمالكم، حيث كنتم وأين كنتم من بر أو بحر، فى ليل أو نهار، فى البيوت أو فى القفار، الجميع فى علمه على السواء، فيسمع كلامكم ويرى مكانكم، ويعلم سركم ونجواكم، كما قال تعالى: ﴿ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور﴾، وقال تعالى: ﴿سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار﴾.
·   وروى مسلم عن أبى موسى قال: كنا مع النبى فى سفر - وفى رواية فى غزاة - فجعل الناس يجهرون بالتكبير - وفى رواية فجعل رجل كلما علا ثنية قال: لا إله إلا الله - فقال رسول الله : (أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم). الحديث... والمعنى اهدئوا واقيموا على أنفسكم فالله سبحانه وتعالى قريب منكم لا يخفى عليه دعائكم فلا هو سبحانه أصم لا يسمع ولا هو غائب عنكم فلا يراكم.
·   أخرج ابن مردويه عن ابن عباس بن عبد المطلب عن النبى قال: (والذى نفس محمد بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لقدم على ربه)، ثم تلا ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن هو بكل شيئ عليم﴾ ... والمعنى أن الله موجود قبل كل شيى وبعد كل شيئ ولن تذهب لشيئ أبعد عنه مهما بعدت.
·   وأخرج البيهقى فى الأسماء والصفات عن أم سلمة عن النبى أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات: (اللهم أنت الأول فلا شيئ قبلك، وأنت الآخر فلا شيئ بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل، ومن عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغنى، ومن فتنة، الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم).
·   وأخرج ابن أبى شيبة والترمذى وحسنة والبيهقى عن أبى هريرة قال: جاءت فاطمة إلى رسول الله تسأل خادما فقال لها: (قولى اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، وربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب النوى أعوذ بك من شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيئ وأنت الآخر فليس بعدك شيئ وأنت الظاهر فليس فوقك شيئ، وأنت الباطن فليس دونك شيئ اقض عنا الدين وأغننا من الفقر).
·   وأخرج البيهقى عن ابن عمر قال: كان من دعاء رسول الله الذى يقول: (يا كائن قبل أن يكون شيئ، والمكون لكل شيئ، والكائن بعد ما لا يكون شيئ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الوافرات الراجيات المنجيات)
·   وأخرج أبو الشيخ فى العظمة عن ابن عمر وأبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس يسالون عن كل شيئ حتى يقولوا هذا الله كان قبل كل شيئ فماذا كان قبل الله؟ فإن قالوا لكم ذلك فقولوا: هو الأول قبل كل شيئ وهو الآخر فليس بعده شيئ وهو الظاهر فوق كل شيئ وهو الباطن دون كل شيئ وهو بكل شيئ عليم).
·   وأخرج أبو داود عن أبى زميل قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شيئ أجده فى صدرى قال: ما هو؟ قلت: والله لا أتكلم به فقال لى: أشيئ من شك؟ وضحك؟ قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله تعالى ﴿فإن كنت فى شك مما أنزلت إليك الآية وقال لى: إذا وجدت فى نفسك شيئا فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيئ عليم.
·   فقد قال سيدنا أبو بكر : (لو كُشف الغطاء ما ازددت يقينا) - ومعنى ذلك أنه وصل إلى النهاية. ولما سئل: (هل رأيت ربك؟) قال : (العجز عن درك الإدراك إدراك). وقد سئل أيضا كل من سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا على بن أبى طالب جميعا فى ذلك، فقال سيدنا عمر : (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله) وقال سيدنا عثمان بن عفان : (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله عنده) وقال سيدنا على و: (إن غبت بدا وإن بدا غيبنى).

أولاً : هل يوصف الله بالوجود ؟
قبل أن نشرع في الحديث عن أدلة وجود الله عز وجل نبـادر بالإجابة على شبهـة قد تعرض حول وصف الله بالوجود ، أو بأنه موجود ، وما قد يجره ذلك من القول بأن له موجد باعتبار أن كل موجود لا بد له من موجد ، فهل يليق وصفه تعالى بذلك ؟! فنقول :


الوجود صفة لله جل وعلا بإجماع المسلمين ، بل هو صفه لله عند جميع العقلاء حتى المشركين ، لم ينازع في ذلك إلا الدهريون والملاحدة ، ولا يلزم من إثبات صفة الوجود لله جل وعلا أن يكون له موجـد ، لأن الوجود نوعان :
- الأول : وجود ذاتي ، وهو ماكان وجوده ثابتاً له في نفسه وليس مكسوباً من غيره ، وهذا هو وجود الله عز وجل ، فإن وجوده لم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم ، كما قال تعـالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) ( الحديد : 3 ) .
- الثاني : وجود حادث ، وهو ما كان حادثاً بعد عدم ، فهذا الذي لا بد من موجد يوجده وخـالق يحدثه ، وهو الله سبحانه وتعـالى ، كما يقول تعالى : ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيـل ) ( الزمر : 62 ) .
وعلى هذا فلا حرج في وصف الله تعالى بأنه موجود ،ولا حرج في الإخبار عنه بذلك في الكلام فيقال : الله موجود باعتبار أن الوجود صفة من صفاته وليس اسماً من أسمائه . والله أعلم .
وبعد ، فإن الأدلة على وجود الله بعدد مخلوقات الله ! فكل ما خلق الله في السماوات والأرض يحمل بذاته أبلغ الأدلة على وجود الله عز وجل ، بَدءاً من أصغر ذرة في الأرض إلى أكبر مجرة في السماء !
ولقد ظل الإقرار بالربوبية مركوزاً في فطرة الإنسان عبر التاريخ البشري ، ولهذا لم يكن رسل الله بحاجة إلى أن يخوضوا معركة كبرى لإثباته لفرط وضوحه وبداهته ، بل كانت تكفي الإشارة إليه والتنبيه عليه ، ثم الانطلاق منه بعد ذلك لتقرير بقية حقائق التوحيد والإيمان .
ونحن لا ننكر أن شُذَّاذاً في تاريخ الأمم تنكروا لهذه الحقيقية وجحدوا بها ، ولكنهم كانوا من النـدرة والقلة ، بحيث لا يشكلون ظاهرة عامة تتـنزل من أجلها الكتب وتبعث من أجلها الرسل ، ومن أجل ذلك خلت كتب السلف الصالح من التناول المفصل لهذه القضية وإفرادها بمؤلفات خاصة ، فلم يكن للملاحدة من الوجود الفكري أو السياسي ما يحفز إلى التصدي والمواجهة .
ولكن شُذّاذ الأمس قد أصبحوا في هذا الزمن وإلى وقت قريب أمة قائمة يشيدون على الإلحاد الدولَ ، ويبنون على أساسه الحضـارات ، بل ويقيمون له المعاهد العلمية التي تعمل على تاصيل الإلحـاد وإعطائه صبغة العلم والتقدمية ! وإن كان نجمهم قد أخذ مؤخراً في الأفول بعد أن زالت إمبراطوريتهم ومُزّقـوا في الأرض كل ممزق ! ومن هنا مسّت الحاجـة إلى أن يهتم المسلمون بإبراز الآيات الدالة على وجـوده جل وعلا ، والتي تبرهن على كثير من أسمائه وصفاته ، دحضاً لشبه المبطلين ، وقياماً بحجة الله على العـالمين ، وحماية للأمة من أن يصيبها رذاذ هذا الإلحاد الفاجر ، واستجابة لأمر الله لهم بالتدبر في ملكوت السماوات والأرض .
وسوف نتناول في هذه الوحدة دلالة الخلق على الحق من خلال العناصر الآتية :
- دلالة الفطرة .
- دلالة الحس .
- دلالة العقل .
- دلالة الآيات الكونية .
- دلالة إجماع الأمم .
ثانياً : بعض الأدلة على ربوبية الله تعالى
أ - دلالة الفطرة :
ويقصد بها ذلك الشعور الغـامر الذي يملأ على الإنسان أقطـار نفسه ، إقراراً بخالقه ، وتألهـاً له ، والالتجاء إليه لا يستطيع دفعه ولا يملك رَدّه ، فهو أشد رسوخاً في النفس من مبدأ العلم الرياضي كقولنا : إن الواحد نصف الاثنين . ومبدأ العلم الطبيعي كقولنا : إن الجسم لا يكون في مكـانين . وغير ذلك من الحقائق والمسلمات .
قال تعالى : ( أفي الله شك فاطر السماوات والأرض ) ( إبراهيم 10 ) وهو استفهام تقريري ، يتضمن تقرير الأمم على ما هم مقرون به من أنه ليس في الله شك .
وإن هذه المعرفة الضرورية لمحضُ هبة من الله عز وجل لعبادة ، فهي ليست من صنع حجة أو قيـاس ، ولم تنشأ عن نظر أو تفكر ، بل هي أسبق من هذا كله ، وأبلغ من هذا كله ! لأنهـا فطـرة الله التي فطر الناس عليها ، والحنيفية التي خلق عليها عباده كلهم ، وهي التي كان يشير إليها كثير من السلف بقولهم ، ( عرفت ربي بربي ، ولولا ربي ما عرفت ربي ! ) فهي معرفة لا تنشأ بالنظر والتفكر وإنما تزداد بذلك .
ففي صحيح مسلم عن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فكـان مما جاء في خطبته: [ إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا : كل مال نحلته عبادي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فأجالتهم عن دينهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنـزل به سلطـاناً ] [ رواه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : [ كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ] [ متفق عليه ] .
وإن هذا الإقرار الفطري بالخالق الحكيم ليولد مع الإنسان منذ البداية، ويظل يصحبه في مختلف أطوار حياته ، ما لم تفسد فطرته وتنتكس بفعل العوارض والأهواء فالكفر طارئ عارض ، فإذا تاب منه صاحبه فقد رجع إلى الفطرة التي فُطر عليها وإلى الأصل الذي شذ عنه وخرج عليه .
وهذه الفطرة عند كثير من المفسرين هي الميثاق الذي أخذه الله بربوبيته على بني آدم قبل أن يوجدوا، وجعل منه حجة قائمة عليهم لا يسعهم جهلها أو التنكر لها اعتذاراً بتقليد الآباء والأجداد .
قال تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) . ( الأعراف : 172، 173) .
ولقد طابت نفوس العارفين بهذه المعرفة الضرورية الفطرية ، وقرت بها عيونهم وقنعوا بهـا عن أقيسة المناطقة والمتكلمين ، حتى قيل لأحدهم يوماً : إن فلاناً من علماء الكلام قد أقام على وجود الله ألف دليل فقال : لأن في نفسه ألف شبهة !
وقد قيل لابن عباس : بم عرفت ربك ؟ فقال : من طلب دينه بالقياس لم يزل دهرَه في التباس ، خارجاً عن المنهاج ، ظاعناً في الاعوجاج ، عرفته بما عرّف به نفسه ، ووصفته بما وصف به نفسه !
فأخبر أن معرفة القلب حصلت بتعريف الله وهو نور الإيمان ، وأن وصف اللسان حصل بكـلام الله وهو نور القرآن .
وقد يحجب هذا الشعورَ الفطري إقبالُ الرخاء والعافية ، أو سيطرة الذهول والغفلة ، ولكن سرعـان ما يتهاوى ذلك كله تحت مطارق الشدائد ، فينقلب الملحد الكفور ضارعاً لربه منيباً إليه !
قال تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زُين للمسرفين ماكانوا يعملون ) ( يونس : 12 ) .
وقال تعالى : ( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصـين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ) ( يونس 22 ) .
وقال تعالى : ( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ) ( لقمان : 32 )
وقد سأل رجل الإمام جعفر الصـادق عن الله ، فقال له : ألم تركب البحر ؟ قال بلى . قال : فهـل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة ؟ قال : نعم . قال وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة ؟ قال : نعم . قال : فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شـاء ؟ قال : نعم . قال جعفر : فذلك هو الله .

في هذا الموضوع تجد أخي القارئ نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز
فكل آية من آيات القرآن تصوّر لنا حقيقة علمية لم يكتشفها العلماء إلا حديثاً جداً
ولذلك يمكننا القول إن في القرآن إعجازاً تصويرياً رائعاً ويتجلى ذلك من خلال الصور التالية:
ملاحظة: المرجع في هذه الصور هو مجموعة مواقع عالمية موثوقة وهي:
وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"
موقع ناشيونال جيوغرافيك
موقع الموسوعة الحرة
موقع وكالة الفضاء الأوربية




البروج الكونية

يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً) [الفرقان: 61]. وأقسم بهذه البروج فقال: (والسماء ذات البروج) [البروج: 1]. في كلمة (بروجاً) تتراءى لنا معجزة حقيقية في حديث القرآن عن حقيقة علمية بدأ علماء الغرب اليوم باكتشافها، حيث نجدهم يطلقون مصطلحات جديدة مثل الجزر الكونية والبنى الكونية والنسيج الكوني، لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة التي تعدّ بآلاف الملايين وتملأ الكون ليست متوزعة بشكل عشوائي، إنما هنالك أبنية محكمة وضخمة من المجرات يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات الضوئية! فكلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم، وهذا ما نراه فعلاً في الأبراج الكونية حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات وكل مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!! فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى.



نهاية الشمس

تخبرنا القياسات الحديثة لكتلة الشمس وما تفقده كل ثانية من وزنها بسبب التفاعلات الحاصلة في داخلها والتي تسبب خسارة ملايين الأطنان كل ثانية! هذه الخسارة لا نحسُّ بها ولا تكاد تؤثر على ما ينبعث من أشعه ضوئية من الشمس بسبب الحجم الضخم للشمس. ولكن بعد آلاف الملايين من السنين سوف تعاني الشمس من خسارة حادة في وزنها مما يسبب نقصان حجمها واختفاء جزء كبير من ضوئها، وهذا يقود إلى انهيار هذه الشمس. وهنا نجد البيان القرآني يتحدث عن الحقائق المستقبلية بدقة تامة، يقول تعالى: (إذا الشمس كُوِّرت) [التكوير: 1]. وهذا ثابت علمياً في المستقبل، إنها معجزة تشهد على إعجاز هذا القرآن



المعصرات والمطر

القرآن الكريم تحدث عن الوهج الشمسي ودوره في إنزال المطر في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يدرك شيئاً عن هذه الحقيقة العلمية، يقول عز وجل: (وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً) [النبأ: 13-14]، والمعصرات هي الغيوم الكثيفة. وتأمل معي كلمة (وَهَّاجاً) وهي صفة حرارة الشمس التي سماها الله بالسراج المشتعل، وهذه تسمية دقيقة من الناحية العلمية. وكلمة (وَهَّاجاً) لم ترد في القرآن إلا في هذا الموضع، وجاء بعدها مباشرة الحديث عن إنزال المطر. فلو كان القرآن من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فكيف عرف أن وهج الشمس (أي حرارتها) هو الذي يبخر الماء وليس ضوءها؟ بل كيف عرف هذا الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم أن الشمس هي سراج؟ إذن القرآن هو أول كتاب ربط بين وهج الشمس ونزول المطر بكلمتين: (وَهَّاجاً) و (ثَجَّاجاً). فانظر إلى هذه الدقة العلمية!



البناء الكوني والمجرات

يوجد مثل هذه المجرة في الكون أكثر من مئة ألف مليون مجرة!! ويقول العلماء إنها تشكل بناء كونياً Cosmic Building وهذه الحقيقة تحدث عنها القرآن بقوله تعالى: (والسماء بناء) [البقرة: 22] وكلمة (بناء) تمثل معجزة علمية للقرآن لأن العلماء لم يطلقوا مصطلح البناء الكوني إلا حديثاً جداً!



صوت من الثقوب السوداء

هذه صورة تعبر فيها وكالة الفضاء الأمريكية عن أمواج صوتية ينشرها الثقب الأسود. نرى في مركز الصورة ثقباً أسوداً (طبعاً الثقب الأسود لا يُرى ولكنه رُسم للتوضيح) ومن حوله سحابة هائلة من الدخان، وقد أحدث دوي الصوت الذي يولده الثقب الأسود أحدث موجات في هذا الدخان. وينبغي أن نعلم أن جميع النجوم أيضاً تصدر ذبذبات صوتية، بل إن النباتات والحيوانات جميعها تصدر ذبذبات صوتية، وكأن هذه المخلوقات مسخرة لتسبح الله تعالى القائل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].



المنطقة التي غُلبت فيها الروم

نرى في هذه الصورة أخفض منطقة في العالم، وهي المنطقة التي دارت فيها معركة بين الروم والفرس وغُلبت الروم، وقد تحدث القرآن عن هذه المنطقة وأخبرنا بأن المعركة قد وقعت في أدنى الأرض أي في أخفض منطقة على وجه اليابسة، فقال: (الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم: 1-7]. وقد ثبُت بالفعل أن منطقة البحر الميت وما حولها هي أدنى منطقة على اليابسة!!



السقف المحفوظ

نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداً وهذا المجال كما نرى يصد الجسيمات التي تطلقها الشمس وتسمى الرياح الشمسية القاتلة، ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].



ظهر الفساد في البر والبحر

يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. لنتأمل هذه الآية وما تحويه من حقائق لم يصل إليها العلماء إلا في هذه الأيام:
- أولاً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) والعلماء يقولون: بالفعل إن هناك فساداً خطيراً على وشك الظهور، طبعاً: الغلاف الجوي لم يفسد نهائياً ولكن هنالك إنذارات تنذر بفساد هذه الأرض ويستخدموه، حتى إن العلماء يستخدمون كلمة (Spoil) وهي تعني الفساد أو أفسد بهذا المعنى.
- الشيء الثاني: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) قالوا كما رأينا يشمل هذا التلوث البر والبحر (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) القرآن أكد على أن الفساد لا يمكن أن يحدث إلا بما اقترفته يدا الإنسان، هذا الإنسان هو المسؤول عن هذا التلوث وهذا كما قلنا ما وصل إليه العلماء وأطلقوا بشأنه التحذيرات.
- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) إذاً هنا نوع من أنواع العذاب، الله تبارك وتعالى يذيق هؤلاء الناس بسبب أعمالهم وإفسادهم في الأرض يُذيقهم بعض أنواع العذاب.
- (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع إلى الوضع الطبيعي المتوازن للأرض، وهذا ما يقوله العلماء اليوم.



مصابيح في السماء

نرى في هذه الصورة التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عدداً من النجوم المضيئة، هذه النجوم تضيء الدخان الكوني المحيط بها، ويقول العلماء إنها تعمل مثل "مصابيح" كاشفة Flashlights تكشف لنا الطريق وتجعلنا نرى سحب الدخان الكثيفة في الكون، ولولا هذه المصابيح لم نتمكن من معرفة الكثير عن أسرار الكون. وصدق الله عندما سبق علماء الغرب إلى هذا الاسم (المصابيح) قال تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].



الشريط الوراثي DNA





يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران: 6].


الطول المذهل




يقول تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [النحل: 17].


القدر المعلوم

قال تبارك وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 22]. يقول الإمام ابن كثير: (وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) قال الحكم بن عيينة: ما من عام بأكثر مطراً من عام ولا أقل، ولكنه يمطَر قوم ويحرم آخرون بما كان في البحر. إن هذا التفسير أو هذا المفهوم الذي كان لدى علمائنا قبل أكثر من سبعة قرون، في زمن كانت أوربا تزخر بالأساطير والخرافات، فهم علماؤنا من كتاب الله وسنة رسوله أن كمية الماء المتساقطة كل عام ثابتة لا تتغير، وهذا ما وجده العلماء في القرن العشرين!! وسؤالنا لأولئك المشككين الذين يعتبرون أن القرآن كتاب عادي: من أين جاء ابن كثير وهو الذي عاش في القرن السادس الهجري، من أين جاء بهذه المعلومة!!! والجواب بكل بساطة: جاء بها من القرآن ومن سنة النبي عليه الصلاة والسلام!



الرياح والريح

ليست الظواهر الكونية هي التي تلفت الانتباه فحسب، بل هنالك ظواهر قرآنية محيرة لابد أن يتوقف أمامها الإنسان ويتأمل عجائبها ومعجزاتها. ومن هذه الظواهر أننا إذا تأملنا كلمات القرآن وآياته نلاحظ أن الرياح تأتي عادة بصيغة الجمع (رياح)، وتارة بصيغة المفرد (ريح). ولو تتبعنا آيات القرآن نلاحظ أن كلمة (رياح) بالجمع تأتي دائماً بالخير، أما كلمة (ريح) بالمفرد فتأتي مدمرة، وربما يكون السبب والله أعلم أن الريح تكون مركزة في تيار واحد مثل شعاع الليزر فتكون مدمرة، بينما الرياح تأتي مثل الضوء العادي يتألف من عدة ألوان فتكون نافعة!



الحياة في كل مكان

لقد أثبتت التحاليل التي أجراها العلماء على النيازك المتساقطة على الأرض أن هذه النيازك محملة بمواد عضوية وهي أساس الحياة، ويسقط كل يوم 300 كيلو غرام من هذه المواد على الأرض، ولذلك فهم يؤكدون أن الحياة مبثوثة في كل جزء من أجزاء الكون. هذا ما أشار إليه القرآن قبل 14 قرناً: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29].



وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

اكتشف باحثون من فنلندا معادلة غذائية يمكن أن تزيد من عمر الإنسان بنسبة 20 بالمئة، ويقولون إن الإنسان بمجرد أن يتبع نظاماً غذائياً لا يُسرف فيه ويعتمد على نسب محددة من الغذاء وبخاصة الغذاء النباتي، فإن ذلك سيساهم في خفض نسبة الكوليسترول ويخفض ضغط الدم، وهذان هما السببان الرئيسيان للموت المفاجئ. وسبحان الله تعالى الذي جعل عدم الإسراف عبادة يُثاب المؤمن عليها عندما أمرنا بذلك، يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].



هل سيستمر الكون إلى الأبد؟



أسئلة كثيرة يطرحها علماء الغرب اليوم، هل الكون أزلي؟ وإلى أين يسير بنا؟ هل سيتوسع إلى الأبد؟ ولكنهم يحتارون في الأجوبة لأنهم لا يملكون الأساس الصحيح إلا ما يشاهدونه بأعينهم ويجربونه بأجهزتهم. إن جميع الأشياء التي يراها الإنسان لها بداية ونهاية، فلماذا يكون الكون أزلياً ولماذا يخالف هذه الطبيعة؟ إنهم يتساءلون هل يمكن أن يأتي الكون من العدم، ثم يستمر في التوسع إلى ما لا نهاية؟ إن الذين يدعون أن الكون سيستمر إلى ما لا نهاية يخالفون أبسط القواعد التي وضعوها، فقد وضعوا قانوناً سموه قانون مصونية الطاقة والمادة، وهذا يعني أن المادة لا تُخلق ولا تفنى، ولو استمر الكون في التوسع إلى الأبد، إذن من أين سيأتي بالطاقة اللانهائية لتزوده بالقدرة على التوسع؟ تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].


الرياح والمطر



قال تبارك وتعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22]. يقول الإمام ابن كثير: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وأكمامها، وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف الريح العقيم، فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج، لأنه لا يكون إلا من شيئين فصاعداً. واليوم يؤكد العلماء أنه لولا الرياح لم ينزل المطر لأن تيارات الهواء تحمل نويات الكثيف (ذرات من الغبار والملح) وتقحمها داخل بخار الماء في طبقة الجو الباردة فتتكثف جزيئات الماء حولها وتتشكل الغيوم والمطر، فسبحان الله!


خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ



من آيات الله العظيمة التي حدثنا عنها القرآن أن الإنسان خُلق من تراب، وقد أثبت العلم الحديث أن جميع العناصر التي يتركب منها الإنسان موجودة في التراب!! وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عن هذا الأمر: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) [الروم:20].
ويقول تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ) [المؤمنون: 12]. وقد أثبت العلم أن الطين هو عبارة عن تراب وماء، كذلك هناك آية تخبرنا أن الله خلق الإنسان من الماء فقط، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) [الفرقان:54]، وقد كشف العلماء مؤخراً أن الماء الذي نشربه ونسميه نقياً يحوي جميع عناصر الطبيعة بنسبة أو بأخرى!


البرق والغيوم الثقيلة



وجد العلماء أن البرق لا يتشكل إلا في الغيوم الثقيلة، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية عظيمة ربط فيها الحق تبارك وتعالى بين البرق والسحاب الثقال، يقول تعالى (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12].

لغز حير العلماء

فرعون كان طاغية عصره.. يقول تعالى عن قصة فرعون وطغيانه ونهايته: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 38-40]. ولكن شاء الله تعالى أن يُغرق فرعون وينجِّيه ببدنه فيراه أهل عصرنا فيكون ظاهرة تحير العلماء، وقد كان جسد فرعون لا يزال كما هو وعجب العلماء الذين أشرفوا على تحليل جثته كيف نجا ببدنه على الرغم من غرقه، وكيف انتُزع من أعماق البحر وكيف وصل إلينا اليوم، هذا ما حدثنا عنه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92].


الليل السرمدي

إنها نعمة عظيمة أن جعل الله الأرض تدور ليتعاقب الليل والنهار، ويقول العلماء لو كانت الأرض لا تدور حول نفسها بل تواجه الشمس بنفس الوجه كما يفعل القمر، لغرق أحد وجهيها بليل سرمدي والوجه الآخر غرق بنهار سرمدي، فهل نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة؟!
يقول تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص: 71-73].


سقوط الغلاف الجوي



يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 63-65].


إن الله تعالى ينزل الماء من السماء ويمسك هذه السماء أن تقع على الأرض، والمقصود هنا بالسماء أي الغلاف الجوي للأرض، لأن تشكل المطر ونزوله يقع ضمن هذا الغلاف. ويؤكد العلماء إمكانية سقوط هذا الغلاف الجوي على الأرض بسبب وزنه الهائل، وأن هنالك قوانين دقيقة جداً تحافظ على هذا الغلاف ولو اختلت هذه القوانين فسيؤدي ذلك إلى جذب هذا الغلاف بما يحويه من هواء وغيوم ثقيلة تزن بلايين الأطنان إلى سطح الأرض، وزوال الحياة نهائياً. فسبحان الله.


وهو الذي مدّ الأرض



هذه الأرض التي نراها وادعة مستقرة، لنتخيل أننا قمنا بتصويرها عبر ملايين السنين، فإننا سنرى حركة مستمرة للغلاف الصخري (القشرة الأرضية والطبقة التي تليها) تشبه حركة الظل المستمرة، ويقول العلماء إن القشرة الأرضية في حالة تمدد مستمر وحركة ذهاباً وإياباً، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الرعد: 3]. إنها بالفعل آية تستحق أن نتفكر فيها!


مستقبل الشمس



يؤكد العلماء أن الشمس تحرق من وقودها ملايين الأطنان كل ثانية، وبالتالي سوف يأتي ذلك اليوم حيث تستنفذ وقودها وتتكور على تنفسها ويذهب ضوؤها، هذا ما أشار إليه القرآن في آية عظيمة تحدثنا عن يوم القيامة، يقول تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1].


تغيير ما في النفس

يقول علماء النفس إذا أردت أن تحدث تغييراً في شيء ما من حولك فينبغي عليك أن تغير نظرتك إليه. فطالما أنك تنظر إلى هذا الأمر بنفس المنظار فستحصل على النتائج ذاتها دوماً. يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية: إن النجاح في الحياة أو العمل يعتمد أساساً على ما تعتقد، ويمكن لكل إنسان أن ينجح إذا غير طريقة نظرته إلى النجاح. بالنتيجة إن التغيير هو أساس أي نجاح أو فشل! وهذا ما أكده القرآن قبل أربعة عشر قناً، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) [الرعد: 11].

تأملات إيمانية

[تأملات إيمانية][fbig1]

دروس ومحاضرات

[دروس ومحاضرات][slider2]

يتم التشغيل بواسطة Blogger.